كثرة الازدحام تعيق الحركة

mainThumb

09-02-2024 11:25 AM

نحتاج اللجوء لكل ما هو غيبي وغير معلوم بدءا من قارئات الفنجان وصولا لعالم ما وراء الطبيعة ، لكي نصل لمعرفة دهاليز السياسة الأردنية ، خاصة الحكومة الحالية الخالية من أي دسم سياسي أو فكري، ولو على طريقة مسك العصا من الوسط فهي تنادي الشعب بالانخراط بالأحزاب وعلى الصعيد الآخر تفتش عن والد وحتى جد مواطن يتقدم لأبسط الوظائف في الدولة .
ويمنع أي من كان والده أو جده أو عمه أو خاله من أصحاب الرأي الآخر، وليس مهم أو شافع له إذا كان عمه أو خاله ارتقى شهيدا في سبيل الله وعزة وطنه وأمته ، والمهم الموالاة الوراثية .
اليوم من يرى كثرة الازدحام الحزبي على الساحة الأردنية وولادة حزب جديد بين الحين والآخر يعتقد أن النظام السياسي في وطننا وجوده السياسي مكون من أحزاب ، وان رئيس الحكومة جاء بالانتخاب وهو من حزب الأكثرية وليس بالتعيين الذي يشبه أي تعيين آخر في أصغر المجالس البلدية أو القروية .
تدعي هذه الحكومة والحكومات السابقة التي لم تكن تملك من أمرها شيئا غير ربما تقديم أو تأخير الساعة ولست متأكد من ذلك ، أنها تشجع العمل الحزبي بل وتدعو له من خلال أدواتها والمقربين منها أصحاب رؤوس الأموال حتى لو بعضها أموال الشعب المنهوبة أو من وزراء ونواب واعيان سابقين واغلبهم بعد فشله في أي انجاز يذكر ، يقدم نفسه اليوم كمؤسس حزبي حتى لو كان مناطقي أو عشائريا على طريقة نحن هنا ولنا ثقل سياسي حتى لو كان اخف من الريشة .
الحياة الحزبية بالأردن وصلت منذ عقود لحالة التصحر الكاملة ، وجففت كل الينابيع الفكرية ولم يبق في بحر السياسة إلا العصا الغليظ والحجارة التي ستكسر رقبة كل من تخدعه ذاكرته وعقله ويصدق إن في الأردن أحزاب وحياه ديمقراطية ، اللهم غير جماعة الاخوان وهم مع الحكومات المتعاقبة يمارسون شد الحبل واللعب في الهواء الطلق على طريقة حك لي واحك لك ولذلك لا أرى في كثرة هذه الأحزاب آمال في تعددية حزبية حقيقية ، وربما القصد إفساد العملية السياسية برمتها ، وجعلها فقط ديكور أمام العالم الخارجي بالذات والدليل تكاثر هذه الأحزاب وربما يصل الأمر ليكون لكل قبيلة أو عشيرة حزبها السياسي الذي يترأسه الشيخ كالعادة.
ورأينا حتى بعض أرباب المرحلة العرفية سارعوا لتشكيل أحزاب بلا لون ولا راحة وتكاثرت كأطفال الأنابيب.
ترى ما المقصود من ذلك إذا كان الهدف إيجاد حياة ديمقراطية سليمة ، لماذا لا يكون هناك اندماج بين تلك الأحزاب المتشابهة التي ما عرفنا لأي من مؤسسيها أي موقف وطني يذكر في السياسة التي أوصلتنا للهاوية ، حيث تم بيع مؤسسات الوطن وأجود أراضيه تحت شعار جلب الاستثمار الذي لن يأت إلا عندما تكون لدينا سياسة حكيمة واعية وليست سمسرة .
إذا كثرة الأحزاب وازدحامها إعاقة للحركة ، وليس إيمانا بالعمل السياسي غير الموجود أصلا وغير مجدي مالم تكن هناك حكومات منتخبة من الشعب وليس حكومات على طريقة ( مش شغلك يا مواطن ).
إذا الأحزاب التاريخية كالحزب الشيوعي والبعث العربي الاشتراكي والتيار الناصري والسوري القومي الاجتماعي أصبحت واجهات مع الاحترام للكثير من مناضلي تلك الأحزاب واغلبهم أصبح في ذمة الله ،وذاكرة الوطن والتاريخ .
لذلك نقولها بملء الفم دعونا من كثرة هذه الدكاكين ودعوا الجميع يفكر بصوت عالي بدون التكفير السياسي والقبضة الأمنية الحديدية التي لا تصنع دولة حضارية وعصرية بل العكس صحيح .
والوطن للجميع ومن حق الجميع ومصلحته فوق الجميع ولا عزاء لصامتين .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد