قصة قصيرة .. القاتل والضحية
دخل جنود محتلون على قرية آمنة، فعاثوا فيها فساداً وفجورا.. واغتصبوا كلَّ نسائها الاّ واحدة منهنّ تمكنت من مقاومة الجندي الذي جاهد لهتك عرضها، فباغتته بخنجرها، حتى أردته قتيلاً، ثم قطعت رأسه بهستيريا حتى تتغلب على خوفها من العواقب، فاحتفظت به كدليل على أنها صانت عرضها ، وقد أكسبتها كرامتها طاقة هائلة سرعان ما خارت بفعل التعب الذي داهمها بعد أن دفعت الشر عن نفسها؛ لكنها تنفست الصعداء وهي مرتاحة الضمير.
وبعد ان أنهى الجنود مهمتهم ورجعوا لثكناتهم ومعسكراتهم، وألسنتهم تلعق بقايا عسل دفعت النسوة ثمنه من قديد شرفهن المنتهك، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقه ويبكينَ بحرقةٍ شرفَهنّ المهدور؛ الا الحرّة التي دافعت عن عرضها بإباء!
فقد خرجت من بيتها مشرئبة الرأس بملابسها الممزقة وشعرها المنتفش المغبر ووجها المليء بالكدمات والسججات، وأنفاسها المتعبة كأنها تكابد مشقة الصعود لقمة الشرف، لا تنحني للرياح الهوجاء وهي تعوي في الأزقة ناثرة عجيج البيوت المنتهكة في الوجوه المكفهرة المهزومة التي تبحث عن ملاذ، مغطية على الأسئلة المحرمة التي داستها أقدامُ نسوةٍ قصدن بيتَ المختار للاسترشاد بحكمة زوجته المشهورة بالدهاء، فتفاجأن وهن في الطريق بالحرة الأبية حاملةً رٲسَ الجنديِّ المعتدي بين يديهاُ وكلّ نظراتها عزة نفس واحتقار للواتي استسلمن للمعتدي أو شجعن على ذلك.
و صدمهنّ ما تفوهت به الحرّة معاتبة:
هل كنتنّ تظنّنّ بأنني ساترك المعتدي يغتصبني ثم أعد له فنجان قهوة دون أن أقتله، وقد نمى إليّ ما فعلت زوجة المختار حينما هيأت لقائدهم الملتقى حتى نال منها وطره من باب الرضوخ للأمر الواقع! وأعطت خادمتها الأمان كي تشهد على عفتها! خيبكن الله من صاغرات!.
تبادلت نساء القرية نظرات الخوف والاستنكار، بينما كنّ في بيت زوجة المختار التي استشاطت غضباً إزاء ما نقل عن الحرة التي أبت على نفسها الرضوخ للمعتدي.. وقررت أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن بشرفها؛ وتفشي أخبارهن المشينة لأزواجهنّ المغبونين عند الإياب، وآخر كلمات ضمائرهن تتردد في عقولهن المسلوبة كطرق الشواكيش:
"لماذا لم تقاومن المعتدي مثل هذه الحرّة العفيفة!"
أثار الأمر قلوبهن الواجفة، وتمردن على ضمائرهن المنهارة، فَهَجَمْنَ على الحرّة بتحريض من الشيطان الذي أخذ يعربد في عقولهن وأردينها قتيلة على حين غرّة.
وبعد عودة الرجال أكلوا الطعم، فقد قُلِبَتِ الحقائق، وقلنَ بأنَّ من تدّعي بأنها حرة هي الوحيدة التي استسلمت للمعتدي، خلاف ما فعلن.
فاحتفى الرجال بالشرف المصان وساهموا في نشر حكاية من قتلها العار؛ لتدفن خارج القرية.
ليس هذا فحسب، بل نُكّلَ بزوجها المغدور، حينما تصدى للمضللين، واتهم زوجة المختار بالتحريض على قتلها، واصفاً زوجته بالشهيدة.
ولكن هل يقاوم الكف المخرز؟
إذ هوجم بقسوة، فيما أخذ يجر أذيال الخيبة والذهول يأكل رأسه، وقد داهمه الشك في رواية النسوة اللواتي حوّلن زوجته إلى مضرب للمثل في الخيانة.
وقرر أنه سينتقم من عدوه ذات يوم وفي نظره أن دائرة الجناة تتسع كل يوم.
لماذا هذا التشظي العربي تجاه سورية
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المدرج الروماني يحتضن حفلاً احتفاءً بالأعياد الوطنية
حماس: جاهزون بجدية للدخول فوراً في المفاوضات
الأردني أبزاخ يفوز بالضربة القاضية في الفنون القتالية
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية والألغام تعرقل الإطفاء
هل ستقبض فرنسا على بشار الأسد .. تفاصيل القرار
البرلمان العربي: العالم اليوم يواجه مرحلة خطيرة
فرق تفتيش على مركز تحفيظ القرآن بالكورة
تواصل فعاليات مهرجان صيف الأردن
تطور لافت بالصفقة .. مهم من مسؤولي حماس
ترامب يستعد للتوقيع على مشروع قانون ضخم
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل