جندية تحمل طفلاً
تخيَّلْ أنك مررت بهذا المشهد، فهل سترى فعل الجندية حسناً أم قبيحاً؟ ماذا لو مرَّ بها شخص مسيحيّ أو بوذيّ أو هندوسيّ أو وثنيّ أو ملحد، هل سيحبها أم يُبغضها؟
لننظر الآن في الوجه المعاكس... تخيلْ أن هذا الطفل كان غريباً جائعاً تائهاً عن أهله، ومر به الناس فلم يعبأوا به ولا سألوا عن مصابه، فكيف سيكون رد فعلك؟ كيف سيكون رد فعل أصحاب الأديان الأخرى والذين لا دين لهم؟ هل تظنهم سيفرحون بحال الطفل التائه الجائع، أم سيشعرون بالأسى ويلومون من رآه فلم يأخذ بيده؟
أضِف إلى هذا... هل سألت أنت عن دين الطفل الذي حملتْه الجندية أمل؟ هل سأل الذين شاهدوا صورته في أي صحيفة أخرى عن هذا، أم فرحوا بفعلها لأنه تعبير عن المعاملة التي يستحقها الإنسان بصفته إنساناً، أياً كان دينه وعرقه وموطنه؟
ماذا عن الطفل الآخر؟ هل ستسأل عن دينه قبل أن تعطيه شربة ماء؟ هل سيسأل أتباع الأديان الأخرى عن ذلك؟
لقد اخترت هذين المثالين، كي تتضح بساطة الموضوع الذي ناقشته الأسبوع الماضي، أي فعل الخير بوصفه جزءاً من علاقة البشر بعضهم ببعض، لا بوصفه جزءاً من أي شريعة أو قانون.
لكنْ لماذا نتحدث في هذا الموضوع ونلحّ عليه... ألا تأمر الأديان كافة بعمل الخير؟
الواقع أن الأديان –في عمومها– تأمر بفعل الخير لكل إنسان، وتعدّه صفة ملازمة للإيمان. لكن حين نأتي للتفاصيل والتطبيقات التي تنظّم سلوك الأفراد، سنواجه تشريعات معاكسة. لدينا قصص كثيرة التداول عن عواقب الإحسان للضعفاء، وثمة أحاديث نبوية عن امرأة دخلت الجنة لأنها أحسنت إلى كلب، وأخرى دخلت النار لأنها حبست قطة حتى ماتت جوعاً... هذا في التوجيه العام، فماذا عن الأحكام الفقهية التي يعتمدها الناس في حياتهم اليومية؟
سترى آراء لفقهاء يأمرون عامة الناس بمنع الصدقة عمَّن يتبع مذهباً أو ديناً مخالفاً، ويصنَّف عندهم كافراً أو مبتدعاً أو غير مؤمن. بل ثمة مَن يُفتي بعدم رد السلام عليهم، أو الأكل من طعامهم أو التبسم في وجوههم أو إفساح الطريق لهم أو مشاركتهم في الأعمال... إلخ.
لا ينبغي الظن أن هذا يقتصر على مذهب دون آخر، فهي آراء موجودة بهذه التفاصيل وما هو أكثر في جميع المذاهب الإسلامية. وموجود مثلها وأكثر في المسيحية واليهودية وبقية الأديان، على مستوى التنظير أو التوجيه. خذْ مثلاً تبرير المفكر الفرنسي المعروف مونتسكيو (1689 - 1755) للرقّ، حيث يقول:
«لا يلقى في الذهن كون الخالق البالغ الحكمة قد وضع روحاً طيبة في جسمٍ تامّ السواد... مُحال أن نفترض هؤلاء الآدميين من الناس، وذلك لأننا إذا ما افترضناهم أناساً، أخذنا نعتقد أننا غير نصارى». مع العلم أن تعاليم السيد المسيح ترى أن بني آدم كافة إخوة أمام الخالق.
ألاحظ دائماً أن الناس يذكرون المبادئ العامة حين يجادلون غيرهم. لكنهم عند التطبيق اليومي يعتمدون فتوى الفقيه. ونعلم أن المبدأ العام يعبر عن الإيمان ويُنسب إلى الخالق، أما الفتوى فتعبّر عن هوية الجماعة - المذهب وتُنسب إلى الفقهاء أو الأئمة. لهذا أقول: إن الخير العام المفصول عن الدين يلتقي مع الإيمان بالخالق، فيما الخير المخصَّص (وأحياناً الممنوع) يلتقي مع هوية الجماعة - المذهب.
البنك الدولي يتوقع قفزة جديدة بأسعار الذهب
الفوسفات تعيد صياغة نموذج أعمالها
خطة لإزالة الأكشاك والبسطات العشوائية بجرش
توضيح حكومي حول سحب مشروع قانون ضريبة الأبنية
منتخب الرياضات الإلكترونية يتأهل لنصف نهائي الألعاب الآسيوية
تسوية 1291 قضية بين مكلفين ودائرة الضريبة
النوم تحت الأنوار قد يسبب أمراض القلب
الجيش الإسرائيلي يحقق بتسريب فيديو اعتداء على أسير فلسطيني
مسؤول أممي: اسرائيل مسؤولة عن اي انتهاكات
الأمير الحسن بن طلال يزور مستشفى أطباء بلا حدود للجراحة التقويمية
يوم وظيفي للأشخاص ذوي الإعاقة في الكرك
الهوية الوطنية الأردنية: رافعة اقتصادية نحو الاستقلال والنهضة
تلفريك جبل القلعة يعزز السياحة بعمّان القديمة .. تفاصيل
بعد وفاته المفاجئة .. من هو نصير العمري
هذا ما سيحدث بقطاع السيارات بعد 1-11-2025
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
مدعوون للتعيين في الصحة .. أسماء
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
وزير الخارجية يجري مباحثات موسعة مع كاسيس
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
زيت شائع يدعم المناعة .. وآخر يهددها
وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق

