جنود الاحتلال واغتيال غزة

mainThumb

14-09-2024 05:34 PM

إلى ما قبل أسبوعين، كان عدد الذين اغتالتهم إسرائيل في غزة 40 ألف شهيدة وشهيد. ومن اللافت حرصها على قتل الأطفال: 17 ألف طفل (أو إعاقتهم جسدياً) واغتيال 170 صحافياً.

لماذا الأطفال؟ لأنهم حين يكبرون سيكونون ضدها ويعلنون عن ذلك على نحو ما لا يخلو من العنف على طريقتها. ولماذا أهل الصحافة؟ لأنهم ينقلون حقيقة ما يحدث في غزة، وهو أمر لا يطيقه جنود الاحتلال… أما أرقام الضحايا كلهم فلحسن حظي أجهله الآن وأعرف أنه سيكون أكثر إيلاماً.

الفلسطيني ينتصر

هذا طفل فلسطيني فقد ذراعه في غارة إسرائيلية، وكان من عشاق الموسيقى ويهوى العزف على الكمان، ولكن تم ربط قوس الكمان بذراعه (ما تبقى منها بعد البتر) وعاد إلى العزف على الكمان، فهو يهوى الموسيقى، وليس أصوات قنابل جنود الاحتلال!

الانتصار على العاهة

هذا رجل مكفوف، لكن متحفاً في مدريد يتيح للمكفوفين استكشاف معالم أثرية بحاسة اللمس، ففي ذلك المتحف تماثيل مصغرة عن أجمل المتاحف والأعمال الأثرية في إسبانيا. ومن الجميل أن يفكر الناس بالذين حرمتهم الحياة من حاسة ما لكنهم ينعمون بما ينعم به سواهم. وفي باريس أقيم أولمبياد يدعونه «بارالومبياد» على نسق الأولمبياد الذي أقيم في باريس منذ أكثر من شهر، (وأبطاله) هذه المرة من ذوي العاهات لمساعدتهم على التغلب من عقدة النقص التي يعاني منها (ذوو العاهات). وقد وجدت هذا البارالومبياد فكرة جميلة لاحترام طاقات الرياضي بغض النظر عن نقص جسدي يعاني منه لسبب ما، بما في ذلك فاقدو البصر (لا يستعمل الفرنسيون عبارة العميان)!

هل تريد الحياة قرناً ونيفاً؟

توفيت مؤخراً إسبانية عمرها 117 عاماً. وفي حين يقوم بعض الناس بتصغير سنهم، نجد أن المرء يزيد في سنه حين يتجاوز عمره قرناً! وقبلها بأربعة أعوام توفيت الفلبينية سوسانو بعدما عاشت 124 وهي أكبر معمرة في العالم، كما ذكرت موسوعة «غنيس».
والسؤال ببساطة: هل تريد حياة طويلة هكذا حين لا يعود بوسعك القيام بشيء غير إحصاء الأعوام، أم تريد حياة ممتلئة بالعطاء ما دمت قادراً على ذلك؟
الحياة قادرة على إدهاشنا دائماً. ها هما كينيان في التسعين من العمر يتزوجان في الكنيسة بعد علاقة استمرت 64 سنة، وقد قررا إقامة حفلة زفاف في الكنيسة! إنه عالم لا يلحظ الكثيرون الذين تقدموا في السن أن ذلك حدث لهم!

أعيدوا الكهرباء إلى بيروت!

طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان الأستاذ نجيب ميقاتي، إجراء تحقيق في موضوع الانقطاع الكلي للكهرباء. ولكوني مواطنة لبنانية تعيش في باريس وقبلها في جنيف ولندن، أعترف أن كل ما يهمني هو عودة الكهرباء إلى بيروت، وأغفر للمسؤول عن ذلك بشرط عودة الكهرباء؛ فمئات آلاف المغتربين غادروا بيروت لأن الحياة بدون كهرباء (كما في العصر الحجري) لم تعد ممكنة، وحلول كل مبنى يكون بجهاز يولد، أي يقوم بتوليد الكهرباء للمبنى بعد تزويده بالمازوت، وبحارس المبنى الذي يوقف عمل الجهاز حين ينام. هذه الحلول الموقتة كلها لا تجدي. الأهم عودة الكهرباء إلى بيروت. وأنا كالكثيرين، أغفر للمسؤول عن غياب التيار الكهربائي شرط إعادته. كثير من المغتربين مثلي سيعودون إلى بيروت إذا أعيد التيار الكهربائي إليها. وكم أفتقد بيروت، وشاطئ الرملة البيضاء، وقلب العاصمة اللبنانية، وسواها كثير. وأتمنى كالكثيرين مثلي، العودة إلى الوطن بعد عودة التيار الكهربائي إلى بيروت وإلى لبنان بأكمله.. أما الحلول الجزئية المحلية فلا تجدي كثيراً.
أعيدوا التيار الكهربائي وسنعود، فنحن نفتقد لبنان، ومنذ إقامتي في جنيف وباريس، لم ينقطع التيار الكهربائي لحظة، وأشعر بالغصة لأننا لا ننعم بذلك في لبنان منذ أعوام!


(القدس العربي)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد