صحيفة السوسنة الأردنية

لا تكاد الكتابة الإبداعية تكون مهنة احترافية إلا لقلة قليلة من الكتاب والأدباء ، ليس في الجزائر فحسب وإنما في العالم العربي ، وكذا العالم ككل بقاراته ودوله المتعددة!..
الكتابة قد تكون هواية، مغامرة، شغف أو حرية!! ويكون للكاتب مهنة أخرى ترتكز عليها حياته الاجتماعية ومداخله المالية كالطب ، الصحافة ، الوظيفة الإدارية أو المحاماة ، فأنطوان تشيخوف كان طبيبا مثلا ، وكذلك أمير تاج السر وعلاء الأسواني ويوسف إدريس والسيد جميلي... وإحسان عبد القادوس كان صحفيا مقتدرا .. ونجيب محفوظ كان موظفا إداريا... و ألبير كامو كان صحفيا.. وواسيني الأعرج أستاذا ومحاضرا جامعيا...وبرنارد شو موظفا يعاني الملل في وظيفته!..
وأنطوان تشيخوف هو صاحب مقولة: "الطب هو زوجتي الشرعية في حين أن الأدب هو عشيقتي"..
فالعشيقة تسلبُ عقولنا، وتزلزلُ قلوبنا بدون سبب وجيه، فكذلك الكتابة الإبداعية تسيطر على
العقول والقلوب دون أن نفهم لتلك السيطرة سببا أو أسباب!..
وأي كاتب يمكن أن نصفه باللص أيضا، ليس لصا متخصصا في السرقة الأدبية، وإنما سرقة الوقت من وظيفته لكي يكتب أو يقرأ لبضع ساعات قد تطول أو تقصر! ويقتطع من وقت زوجته وأولاده ليقرأ أو يكتب ساعة أو أكثر!..
فليسامحنا أولادنا وزوجاتنا !..
وليصفح عنا مديرُنا ... ورئيس مصلحتنا!..