تداعيات الطوفان على المنطقة العربية
شكل السابع من اكتوبر وعملية طوفان الأقصى دون شك، مفاجئة غير متوقعة وصدمة أمنية لاسرائيل، حيث تمّ خلالها إطلاق الالاف من الصواريخ من قطاع غزة وبالتزامن مع عملية توغل مسلحين من حركة حماس باستخدام طائرات شراعية، يليها اقتحام الحدود من قبل وحدات مسلحة، اخترقوا الحاجز الحدودي بعد تفجيره، ليدخلوا الى مقر القيادة الجنوبية وما يعرف بفرقة غزة التابعة للجيش الاسرائيلي، ورافق ذلك أيضاً عمليات تشويش الكترونية على أجهزة الاتصال مع القادة العسكريين، وعلى اثر هذه العملية قتل البعض ونقل البعض منهم أسرى إلى غزة.
إن التوضيح الميداني السابق المختصر يشكل بداية الصراع الذي إستمر لما بعد السابع من إكتوبر عام 2023م وحتى اليوم، وتحولت الوقائع الى حرب طاحنة بين الطرفين في غزة، لتتطور الأمور والأحداث بفتح جبهات جديدة، مثل الجبهة الأساسية بعد غزة في جنوب لبنان وما عرف بمصطلح وحدة الساحات، في كل من سوريا واليمن والعراق ممثلة بفصائل مدعومة من ايران، كل هذه التطورات المتسارعة والمتلاحقة وتداعيات السابع من اكتوبر، تعدت في مدتها الزمنية العام وما يزيد حتى اليوم، إن فتيل الحرب الدائرة ما زال مشتعلاً والقذائف الصاروخية تحرق الجميع، لقد تحول السابع من اكتوبر وبعد سنة من القتال الى حرب اقليمية في المنطقة، ونيرانها المستمرة يصعب إخمادها حتى اللحظة.
للأسف ما شهدناه والعالم من نتائج متفاقمة لهذا الصراع، وبشكل خاص في غزة بما في ذلك ما أصاب الشعب فيها من الدمار والقتل والخسائر الكبيرة من الضحايا بين مفقود وجريح بمن فيهم من مات جوعاً، تؤكد أن الشعب الفلسطيني عانى الكثير وهو الخاسر الأكبر من هذا الصراع الدائر، ومن الناحية العسكرية فقد حددت واعلنت اسرائيل هدفها وهو القضاء على حركة حماس خاصة قدراتها العسكرية في قطاع غزة، وبشكل يضمن في المستقبل عدم تشكيلها خطراً على الأمن القومي الاسرائيلي، وتحديداً على المستوطنات فيما يعرف بغلاف غزة، يضاف الى هذه الاهداف الاسرائيلية السعي نحو اعادة المختطفين الاسرائيليين وعودة السكان الى مساكنهم، وهو الهدف ذاته المراد من الصراع أيضاً مع حزب الله والمنطقة الحدودية الشمالية.
ويوم السابع من اكتوبر لعام 2024م، والذي يصادف ذكرى عام على الصراع، شهد بعث رسائل واضحة تمثلت بما شاهدناه من موجة قصف صاروخي من قبل حركة حماس لاسرائيل، ارتبطت من حيث توقيتها ودلالتها بقصف صاروخي متزامن أيضاً مصدره جنوب لبنان واليمن وسوريا، وبشكل يُفيد باستمرار هذا الصراع. وفيما يتعلق بالوضع السياسي والعسكري للصراع مع اسرائيل، من الواضح أن بعض أهداف اسرائيل قد تحققت في غزة، إضافة لقتل بعض القادة العسكريين لحماس مثل استشهاد اسماعيل هنية، وتدمير مناطق شاسعة في قطاع غزة، ومن جهة الصراع المحتدم في جنوب لبنان فقد قتل بعض قادة وحدة الرضوان وصولاً الى اغتيال القائد العام لحزب الله إلى جانب استشهاده مع غيره أيضاً، وقد اعلنت اسرائيل أن هدفها هو القضاء على المسلحين المقاومين على حدودها الشمالية، والقضاء على قدراتهم العسكرية القتالية، والعمل على انشاء منطقة خالية من السلاح، إلى جانب تطبيق القرار الأممي رقم ( 1701)، ومع كل هذه الاغتيالات والدمار الكبير، الا أن من الواضح بأن الصراع مستمر حتى بعد عام من القتال، ويبدو جلياً اليوم بأن التهدئة غائبة عن هذا الصراع، ووحدة الساحات مستمرة بل أننا دخلنا عملياً الى وضع متطور من الحرب يغلب عليه اتساعها لتشمل البلدان المجاورة، ومن ملامحها الاستخدام الاكبر للصواريخ والمقاتلين ، ودخول مرحلة الاجتياح البري للجيش الاسرائيلي لجنوب لبنان، وما رافق هذه التطورات من مشاهد القتل والدمار والتهجير في لبنان وبصورة تشبه ما حدث في غزة الى حد ما، ومؤخراً نلمح اشتعال أوسع للجبهة السورية وبصورة أكبر من الحروب الداخلية التي تعاني منها أصلاً، بما في ذلك اشتعال أبرز للمنطقة الموازية للجولان، كما توسعت الحرب في العراق وشمل ذلك ضرب الميليشيات الايرانية لاهداف في اسرائيل، وبالتالي يمكن القول ومن خلال خارطة الصراعات أن الوضع الأمني تفاقم بعد السابع من اكتوبر وتحول الى صراع دموي اقليمي في المنطقة، والسؤال الذي يفرض نفسه على واقعنا اليوم هو إلى أين تتجه الأوضاع، وما هي تداعيات وأبعاد هذا الصراع المشتعل بين المقاومة وما عرف بوحدة الساحات من جهة واسرائيل من جهة أخرى وبصورة تشهد قصف صاروخي لا يتوقف ؟.
ولقد تزامنت ذكرى السابع من اكتوبر مع خطاب المرشد الاعلى الايراني الخامنئي وخطبة الجمعة في طهران، وقد اشتمل الخطاب على قسمين باللغتين الفارسية والعربية قاصداً من ذلك مخاطبة الشعوب العربية، وقد شدد في خطابه على حق حزب الله الدفاع عن غزة، قائلاً :" قاتلوا العدو المعتدي وافشلوه.."، وأشاد فيه بزلزال السابع من اكتوبر، وحث اللبنانيين ( حزب الله) والفلسطينيين على القتال وحرب الاسناد ، وأعتقد أن حرب الاسناد والمساندة تريد اليوم من يساندها بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها، وأوضح المرشد كذلك " انه كله ايمان بأن النصر قادم"، ولكن للاسف الشعبين في غزة وجنوب لبنان لا تتوفر لهما المقومات الاساسية فهم يفترشون العراء ولا يجدون الطعام ولا المأوى والعلاج اللازم، والنازحين في الضاحية الجنوبية دمرت بيوتهم، وسحقت مدنهم وتحولت الى ركام من اسمنت وحديد، للأسف الشراكة اتضحت بأنها في المكاسب والارباح فقط مع وحدة الساحات، ولا تتضح أبداً الشراكة في الخسائر والضحايا والدماء التي كانت بشكل خاص في البلدان العربية ومن الدم العربي .
وقال المرشد أيضاً في خطابه :" ازالة الكيان الملطخ بالعار من ساحة الوجود"، لكن وبكل واقعية وحسب النتائج وبعد سنة من الصراع الدائر، نلاحظ أن القوة العسكرية بين المليشيات من جهة واسرائيل المدعومة بقدرات عسكرية من عدة دول من جهة أخرى، واضحة ولا تحتاج شرح خاصة مع ما نشاهده من دمار في لبنان وغزة، وبالطبع هذه الحالة الميدانية المؤلمة لا تشمل ايران نفسها والتي اقتصرت على ضربات صاروخية بين الفينة والأخرى، وللاسف الشعب العربي يقاتل ولا يعرف على وجه التحديد الى اين سيكون مصيره ومستقبله الراهن، وما لاحظناه من حدة في خطاب المرشد الخامنئي وضعت المنطقة في وضع بعيد عن أي حل سياسي، يمكن أن يساعد في إخماد النيران المتقدة، ولا يساهم أيضاً في انقاذ الارواح من العرب في وحدة الساحات والتي نفقدها كل لحظة، والسؤال الذي يتكرر هو هل نحن العرب نعرف الى أين يتجه مستقبلنا ومستقبل منطقتنا ؟، والتي تتضح بوادرها المستقبلية من القتل والدمار البالغ في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، فالى اين تتجه بلداننا العربية؟، بينما نجد أن الاخرين يفاوضون لكسب المصالح وحمايتها، دون تعريض بلدانهم للدمار والتخريب، مثل مصالح ايران ومفاوضاتها مع امريكا والمرتبطة بالملف النووي وما يتصل به من مبالغ مالية مترتبة لايران، إن المشكلة هنا وبعد السابع من اكتوبر باتت واضحة، وتتصل بمدى إدراكنا في البلاد العربية لواقع توازن القوى في هذه الحرب، وما خلفته من دمار في مدننا وبلداننا العربية وبكل أسف.
الصراع الحالي الى اين ، وما مستقبل الشرق الاوسط وتحديداً في هذه الحرب الطاحنة المستمرة، فهل سيستمر السابع من اكتوبر لسنوات اخرى قادمة، واذا استمر فما هي نتائجه على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية في بلداننا العربية والتي لم تستفيد أو تنتصر حتى الان، وهو ما يدفعنا لسؤال آخر وهو هل سننتصر أم سنخسر وما تداعيات النجاح أو الفشل علينا، وان انتصرنا فما هو مستقبل المدن المدمرة بفعل الحرب كما هو الحال في سوريا ولبنان واليمن؟.
ان الوضع الجيوسياسي المتأزم حاليا في منطقتنا، يضعنا أمام سؤال مهم وهو هل ستبقى الاوضاع متأزمة، وهل حقاً نشهد اليوم مرحلة تغيير النفوذ أم مرحلة تغيير الخرائط على الارض حدودياً وسياسياً واقتصادياً، ولاشك ان الاجابة عن هذه الاسئلة ستحمل اجابتها الايام القادمة، فهي وحدها الكفيلة بتوضيح النتائج استناداً لما ستتركه الصراعات على ارض الواقع وفي الميدان العسكري.
خطورة الصواريخ والمسيرات التي تدخل الأجواء الأردنية .. توضيح عسكري
جرحى وانفجارات وحرائق في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية .. فيديوهات
الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار
إطلاق صفارات الإنذار لتحذير المواطنين من التطورات الأمنية
موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه إسرائيل
الأردن يرفع الجاهزية القتالية .. والجيش بحالة الإنذار القصوى
تحذير من السفارة الأمريكية بشأن تحليق صواريخ فوق الأجواء الأردنية
غارات إسرائيلية جديدة على إيران .. واستعدادات لموجة من الهجمات الإيرانية الليلة
خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي .. ما رأي ترامب
القوات المسلحة: انتهاك المجال الجوي محاولة لجرّ الأردن للصراع
صناعة عمان تطلق منصة رقمية لتبادل النفايات الصناعية
اطلاق المرحلة الثانية من الحزم التدريبية في التجارة الإلكترونية والتايكواندو
سقوط مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي بمدينة ميس الجبل في لبنان
رئيس الأركان الإسرائيلي يعلن انتهاء عمليات تمهيد الطريق نحو طهران
التربية تدعو معلمين لحضور الاختبار التنافسي الالكتروني
تنفيذ قرار زيادة الحد الأدنى لأجور المتقاعدين العسكريين
الملك والملكة يصلان إلى الملعب لمؤازرة النشامى
التربية تفصل سبعة موظفين لتغيبهم المتكرر .. أسماء
موعد مباراة الأردن أمام العراق والقنوات الناقلة
احتيال بصوتك: بنوك أردنية تحذر
الملكة للملك: كيف لا أستند إلى قلبك ووطن بأكمله يستند إليك
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
عيسى تحت الأنقاض وبيان رسمي من عشيرة الطعمات بإربد
للعام الثاني .. بعثة الحج الأردنيّة تحصد جائزة لبيّتُم الفضيّة
رحيل أربعة من رجال الأمن العام
ارتفاع جديد بأسعار الذهب محلياً اليوم
وفاة أربعيني تُشعل شغباً في مستشفى معان
انهيار في بئر ارتوازي بالعقبة ومواصلة الجهود لإنقاذ شاب عالق
هزات عنيفة في الأردن إثر قصف إيراني مكثف على تل أبيب .. فيديو