شعرة معاوية سياسة غائبة عن ساستنا العرب
حين قال معاوية بن أبي سفيا حينما سألوه كيف حكمت الشام أربعين سنة رغم القلاقل والأحداث السياسية المضطربة قال: "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت: إذا شدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها"، وضع بذلك أساسًا لفلسفة سياسية خالدة تقوم على التوازن بين الحزم والمرونة في ظل ما يعيشه العالم العربي اليوم من أزمات مستفحلة في سوريا واليمن والعراق ولبنان والسودان وفلسطين، تبدو الحكمة الكامنة في هذه العبارة أكثر إلحاحًا كسبيل للتعامل مع التعقيدات الراهنة، خاصة في ظل القرارات الدولية التي تنادي بالحلول السلمية ولكنها غالبًا ما تصطدم بتعنت الأطراف أو تضارب المصالح.
في سوريا، حيث الأزمة المستمرة منذ 2011، نجد أن قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يدعو إلى انتقال سياسي عبر الحوار، يمثل فرصة لتطبيق سياسة شعرة معاوية. المطلوب هنا هو مرونة سياسية توازن بين تطلعات الشعب السوري وضمان وحدة الدولة، مستذكرين قول المتنبي :
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ حُرّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
أما اليمن، الذي يعاني من أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، فإن الحل يكمن في تطبيق القرار 2216 الذي يدعو إلى المصالحة والحوار. لكن لتحقيق ذلك، لا بد من نهج يُوازن بين حزم ضرورة وقف القتال ومرونة تقديم تنازلات متبادلة. وكما قال الشاعرالبحتري :
إذا احترَبَتْ يومًا ففاضت دماؤها تذكَّرتِ القُربى ففاضتْ دُموعُها
شَواجِرُ أرماحٍ تُقطِّعُ بينهُم شواجِرَ أرحامٍ مَلومٍ قُطوعُها
في العراق، حيث الطائفية تهدد النسيج الاجتماعي، يظهر أن تحقيق الاستقرار يتطلب التمسك بفلسفة تضمن مشاركة جميع المكونات ضمن رؤية وطنية موحدة. نهج "شعرة معاوية" هنا يعكس بأن "ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، ولكن القوة ليست فقط السلاح، بل العقل والاتحاد." ولا ننسى سيطرة ايران على مفاصل الدولة العراقية والتحكم
بسيسة الدولة الاقتصادية وافقارها وتجهيل الشعب العراقي واغراقه في الطائفية .
وفي بغداد قال الشاعر الجواهري:
خذي نفسَ الصبا " بغداد " إني بعثتُ لكِ الهوى عرضاً وطولا يذكّرُني أريجٌ بات يُهدي
إليَّ لطيمُه الريحَ البليلا
واما لبنان باريس العرب ومرساة ثقافتها المتعددة ومنهج سبيل قوميتها والذي تتقاذفه الأزمات الاقتصادية والسياسية، يحتاج إلى نهج مماثل يعتمد على الحفاظ على شعرة التواصل بين مختلف الأطراف الطائفية والسياسية، بعيدًا عن منطق الإلغاء. كما قال الأمير خالد الفيصل:
"كل أمم الدنيا لها عقل واحد... ونحن لنا في كل رأس عقول."
وفي ظل التدخل الايراني في الشأن اللبناني واحتلال بيروت لابد من تقديم تنازلات لنهضة لبنان وان يعاد صياغة حزب الله مرة اخرى محزب سياسي غير مسلح وهذا مطلب الشعب اللبناني .
وفي السودان سلة غذائنا ومنهج عمقنا الافريقي حيث الحرب الأهلية تُدمي البلاد، يمكن لاستراتيجية تقوم على الحوار وفق مبادئ اتفاقية السلام الموقعة في جوبا أن تعيد الروابط بين الأطراف المتنازعة. يقول محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة."،
والسلام هو السبيل لتحقيق ذلك , والتدخل البريطاني في تقسيم شمال وجنوب السودان كام مقدمة لحرب اهلية في السودان وتدخل دول عربية من اجل السيطرة على مناجم الذهب عملة العالم القادمة
"كلهم قتلة، يمارسون القتل المقدس، يمتصون دم الجميع
ببراءة أطفال،
لا سلام، لا أمن، الخراب هو كل ما تبقى"
أما فلسطين جرحنا المفتوح وقلبنا المخطوف ورئتنا الغربية لضفتنا الشرقية فإن الوحدة الوطنية بين الفصائل هي التطبيق الأمثل لسياسة شعرة معاوية، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يستفيد من الانقسام الفلسطيني. القرارات الدولية مثل 242 و338 وضعت الأساس لحل الدولتين، لكن الانقسام الداخلي يضعف الموقف الفلسطيني. هنا يأتي قول الملك حسين بن طلال: "القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية كل عربي ومسلم ومسيحي يؤمن بالعدالة." ليؤكد الحاجة لوحدة الصف.
وبرز الدور الأردني وقدم نموذجا واقعيا حيث قدمت المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني نموذجًا بارزًا في تطبيق سياسة شعرة معاوية. في ظل أزمات الإقليم، نجحت الأردن في الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجميع، حيث دعمت القضية الفلسطينية بحزم في كل المحافل الدولية مع استمرار التنسيق مع القوى الكبرى، واستضافت ملايين اللاجئين السوريين رغم محدودية الموارد، وظلت منبرًا للحوار العربي. وكما قال الملك عبد الله الثاني: "التحديات لن تُهزم إلا بالتكاتف والعمل المشترك .
و في ظل الأزمات التي تمزق العالم العربي، تبدو فلسفة شعرة معاوية درسًا ذهبيًا من الماضي. هي دعوة للحوار بدل الصدام، للمرونة بدل العناد، وللحزم حيث لا بد منه. إن استلهام هذه الحكمة، جنبًا إلى جنب مع الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، قد يكون السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار وتحقيق حلم العرب في الوحدة والسلام. وكما قال أبو تمام:
"إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً... فلا خير في خلٍّ يجيء تكلفًا."
والسؤال الذي يجب ان نطرحه مستخلصين المشهد العربي والقومي
أين المشروع العربي لصناعة توازنات دولنا العربية بعيدأ عن انتظار تعليمات بابا أمريكا وماما بريطانيا محور الشر الصامت ؟
هل فقدنا سيادتنا على اراضينا ودولنا ونمارس فعلا دورا وظيفيا للغرب ؟
هل سنجد مشروعا عربيا يقف في وجه المشاريع الثلاثة في المنطقة نجد من يتصدى للمشروع الايراني والمشروع الصهيوني والمشروع التركي ؟
ترامب يوقف دخول اللاجئين الحاصلين على تصاريح
سان جيرمان يحقق ريمونتادا تاريخية أمام مانشستر سيتي
أسعار القهوة تتجه إلى ارتفاع متزايد
خبر انفصال تيم حسن ووفاء الكيلاني يشعل التواصل
مشروع وطني لإحياء الأرض والإنسان
ياخور يتهم فيصل القاسم بالعمل مع الأسد .. تصريحات تضج المواقع
تسريب صورة تكشف تفاصيل تصميم iPhone 17 Air
ماذا يعني رمز IP69 على الهواتف الذكية
بحضور الملك وولي العهد .. جاهة لطلب الأميرة سارة بنت فيصل
ترفيعات في الديوان الملكي .. أسماء
ولي العهد من محبته لموسى التعمري .. ماذا فعل
محكمة أمن الدولة تمهل 10 متهمين .. أسماء
العمل:قرار يخص العمالة السورية فقط
نشرة الطقس في الأردن حتى الأربعاء
أردنيون مطلوبون للقضاء .. أسماء
الضمان الاجتماعي يدعو 46 مرشحا للمقابلة .. أسماء
القضاء يبرئ د. بني سلامة من قضية رفعها محامي اليرموك
صفحة باسم قناة المملكة تروّج صرف 100 دينار من الديوان الملكي
دعوة للمكلفين بضريبة الأبنية والأراضي ومالكي العقارات
ضعف مطري غير مسبوق في الأردن مع انتصاف المربعانية
نشرة الطقس في الأردن من الجمعة حتى الاثنين