إسرائيل تقصف 100 هدف في سوريا وتحتل المنطقة العازلة

mainThumb
سوريا

08-12-2024 11:42 PM

وكالات - السوسنة

في تصعيد خطير، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية قصفت اليوم أكثر من 100 هدف داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى أن معظمها مستودعات أسلحة، وفق زعمها. هذا التحرك يأتي في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، مما أتاح لإسرائيل استغلال حالة الفراغ الأمني والسياسي في سوريا.

احتلال المنطقة العازلة وإلغاء اتفاق الهدنة
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر مباشرة للقوات الإسرائيلية باحتلال المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، بالإضافة إلى مواقع قيادة عسكرية داخل الأراضي السورية. وأكد نتنياهو، خلال زيارة ميدانية للحدود برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن "إسرائيل لن تسمح لأي قوة معادية بالتمركز على حدودها"، مشيراً إلى أن الوضع الجديد في سوريا يمثل "فرصاً مهمة ومخاطر أيضاً".

وبهذا الإجراء، أعلنت إسرائيل فعلياً إلغاء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي أُبرم بوساطة دولية بين سوريا وإسرائيل، والذي حدد خطوطاً فاصلة بين الجانبين وقضى بإقامة منطقة عازلة تُشرف عليها قوات أممية.

تحذيرات للسكان المحليين في جنوب سوريا
في خطوة لافتة، وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، تحذيراً للسكان في عدة قرى جنوبي سوريا، بما في ذلك القنيطرة والحميدية والقحطانية، طالباً منهم البقاء في منازلهم حفاظاً على سلامتهم. وقال أدرعي:

"القتال داخل منطقتكم يجبر جيش الدفاع على التحرك. لا ننوي المساس بكم، ومن أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم حتى إشعار آخر".

تصعيد شامل جنوب سوريا
تزامنت التحركات الإسرائيلية البرية مع سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع في درعا، السويداء، ودمشق. ورغم تأكيد إسرائيل على أن هذا التحرك "مؤقت" ويهدف لمواجهة "تهديدات الميليشيات"، إلا أن هذه العمليات تمثل خرقاً واضحاً لاتفاق فك الاشتباك الذي أُبرم عام 1974.

خرق لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974
اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 تم بوساطة دولية بعد حرب أكتوبر، وقضى برسم خطوط فاصلة بين القوات الإسرائيلية والسورية. أبرز بنود الاتفاق شملت إقامة منطقة عازلة بين الخطين "A" و"B"، حيث يمنع وجود أي قوات عسكرية، وتتم مراقبتها من قبل قوات الأمم المتحدة (UNDOF).

إلغاء الاتفاق واستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة يُنذر بتبعات خطيرة على استقرار المنطقة، خاصة أن هذا الاتفاق كان أحد الأعمدة الأساسية لمنع التصعيد العسكري بين سوريا وإسرائيل خلال العقود الماضية.

قلق دولي وإقليمي
يُثير هذا التصعيد الإسرائيلي مخاوف من تفاقم الوضع الأمني في سوريا، التي تعيش حالة من الفراغ السياسي بعد سقوط النظام. المراقبون يرون أن التحركات الإسرائيلية قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي وتهديد وحدة الأراضي السورية، في ظل استمرار الضربات الجوية والتوغلات البرية.

ماذا بعد؟
بينما تسعى إسرائيل لتبرير تحركاتها بمزاعم "حماية الأمن القومي"، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد واحترام القرارات الأممية. يبقى السؤال حول قدرة المجتمع الدولي على احتواء هذا التصعيد، وما إذا كانت المنطقة أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والصراع . 

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد