وحدة الرؤية .. ضرورة شرعية وعلمية لتوحيد أعياد المسلمين
لا يُعقل أن تُحْدِثَ لحظةٌ فرحٍ مقدسةٌ كعيد الفطر انقسامًا في صفوف الأمة الإسلامية، فبينما تُضيء الألعاب النارية سماء دولة اسلامية يوم الأحد، تكتسي شوارع مدينة في دولة مجاورة لها بالصمت حتى يوم الإثنين! هذا المشهد المُربك ليس سوى نتاجٍ لاختلافٍ مزمن في آلية إثبات هلال شوال، اختلافٌ يهزّ شرعية القرارات الدينية، ويُضعف هيبة الأمة العلمية، ويفتح الباب أمام تساؤلاتٍ وجودية: أليس من العار أن تظل دولتان متجاورتان تُعلنان العيد في يومين مختلفين، رغم التقدم الفلكي الذي حوّل الكون إلى خريطةٍ رقميةٍ دقيقة؟
إن الجدل الحاد بين "الرؤية البصرية" و"الحسابات الفلكية" لم يعد مقبولًا في عصرٍ قطع فيه العلم أشواطًا هائلة. فبيانات الفلكيين السعوديين والأردنيين – التي تؤكد استحالة رؤية الهلال مساء السبت – ليست مجرد أرقام، بل هي شهاداتٌ علميةٌ قاطعة. فحسب الدكتور ملهم هندي (الباحث الفلكي السعودي)، فإن الهلال وُلد عند الساعة 1:58 ظهرًا، لكنه سيغرب بعد الشمس بست دقائق فقط، بارتفاع لا يتجاوز درجة واحدة، وإضاءةٍ ضئيلةٍ (0.1%) تبتلعها أشعة الشمس المنعكسة من كسوفٍ غير مرئي. هذه المعطيات – التي أكدها الدكتور مشهور الوردات (الاتحاد العربي لعلوم الفضاء) – تُثبت أن "الرؤية" المزعومة مستحيلةٌ حتى بأقوى تلسكوبات العالم، فكيف بالعين المجردة؟!
لكن المفارقة تكمن في أن "الشرطين الشرعيين" (ولادة الهلال قبل الغروب ومكثه بعده) قد تحققا، ما يسمح – نظريًّا – بقبول شهادة شهودٍ قد يُخطئون أو يُبالغون، بينما تُهمل الحسابات الفلكية التي لا تخطئ أبدًا! هنا يصبح السؤال مصيريًّا: أليست "الرؤية" في عصرنا الحالي تعني بالضرورة الاستعانة بالعلم؟ أليس التلسكوب امتدادًا للعين البشرية، بل أعلى دقةً منها؟ إن الفقه الإسلامي – بمرونته – قادرٌ على استيعاب هذا التطور، كما استوعب في الماضي اعتماد الحسابات في تحديد أوقات الصلاة، دون انتظار رؤية الشمس بالعين.
إن الحلّ الجذري يكمن في تأسيس هيئة إسلامية عُليا تضم علماء الشرع والفلك، تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، تُصدر قرارًا موحدًا لجميع الدول الإسلامية يعتمد على معادلةٍ ذكيةٍ تجمع بين:
الحسابات الفلكية الدقيقة (التي وصلت نسبة دقتها إلى 100% حسب المعهد القومي للبحوث الفلكية المصري).
الضوابط الشرعية (كالاقتران والمكث)، مع إلغاء "الرؤية البصرية" التي أصبحت مصدرًا للفوضى.
لم يعد مقبولًا أن تتحول مناسبات الأمة إلى ساحةٍ للتنافس بين المراصد! فالمشروع الإسلامي لرصد الأهلة – الذي يمتلك بياناتٍ دقيقةً لـ 150 عامًا – قادرٌ على إنهاء هذا التشظي، لو وجد الدعم السياسي والمؤسسي. إن وحدة المسلمين في الصيام والإفطار ليست ترفًا، بل ضرورةٌ لتعزيز التضامن الإسلامي، وإثبات أن ديننا يتسع للعقل والعلم.
لقد حان الوقت لنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون» (رواه الترمذي)، ولم يقل: "وفطر كل دولةٍ حسب رؤيتها". الوحدة الإسلامية تبدأ من توحيد المناسبات، ولن تتحقق إلا بجسر الهوة بين العلم والشرع، قبل أن تتحول أعيادنا إلى مهزلةٍ دوليةٍ تُسئ إلى صورة الإسلام وقدرته على مواكبة العصر.
ممالك قوم لوط الأردنية من 4000 ق.م إلى 1600 ق.م للمؤرخ العبادي
الإعلان عن نتائج الشامل للدورة الربيعية بهذا الموعد
ماذا دار بين ترامب ونتنياهو خلال 90 دقيقة
زمن النص القرآني والخطاب النبوي
هل يوشك المغاربيون على الانقراض
شاهد كيف أغرق الحوثيون سفينة يونانية في البحر الأحمر
مغني المهرجانات مسلم يكشف عن أزمة صحية غامضة
مكسيم خليل يشارك في إخماد حرائق اللاذقية: الغابات لنا جميعاً
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
بحيرة طبريا تقترب من أسوأ مستوى في تاريخها
التسعيرة المسائية للذهب في الأردن .. تفاصيل
التربية .. بدء استقبال طلبات التعليم الإضافي الخميس
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
الحكومة تمنح قروضاً بلا فوائد لهذه الفئة
منح الجنسية الأردنية لكل مستثمر يعمل على تشغيل 150 عاملاً أردنياً
محافظ الكرك يوقف برد الشفا بسبب منشور الكحول
وفد سوري يزور محطة الباص السريع في عمّان .. صور
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور