قهر وحرمان: حين يتحوّل الامتحان إلى أداة إذلال
ما يجري اليوم في بعض الجامعات الخاصة ليس مجرد خلل عابر في السياسات التعليمية، بل هو انحدار خطير في القيم الأكاديمية وتحول فاضح للتعليم من رسالة إلى تجارة. حين تصبح الجامعة سيفًا مشهرًا في وجه الطالب الفقير، وتحوّل الامتحانات إلى أداة ابتزاز، فاعلم أن المؤسسة التعليمية لم تعد تؤدي دورها، بل انقلبت على كل ما تمثّله من أخلاق، وقيم، وإنسانية.
إن ما نشهده من ممارسات تتمثل في منع الطلبة من دخول الامتحانات بسبب عدم تسديد الرسوم الدراسية، هو صورة مشينة من صور الاستغلال، واعتداء سافر على حقوق الإنسان، واستهانة فجة بكرامة الطالب ومعاناته. الجامعات التي تتخذ من الامتحان ورقة ضغط لجني المال، لا تستحق أن تُسمّى جامعات، لأنها ببساطة تخلّت عن جوهرها وتحولت إلى دكاكين تربح من تعب الناس وحاجتهم.
أنا لا أتحدث عن رأي عاطفي أو حالة شاذة، بل عن واقع بات يتكرر، عن سياسة ممنهجة تنتهجها بعض الجامعات الخاصة التي لم تعد ترى الطالب إلا "كمصدر دخل"، لا كإنسان، ولا كمتعلم، ولا كمستقبل يجب أن يُصان. الفقر أصبح تهمة، والعجز عن الدفع أصبح ذريعة للعقاب، أما الامتحان، ذلك الاستحقاق العلمي الذي يفترض أن يكون تتويجًا لجهد الطالب، فقد أضحى وسيلة قذرة لليّ ذراعه، وتحطيم نفسيته، وإعاقة مسيرته.
من أين تستمد هذه الجامعات هذا الجبروت؟ أليست خاضعة لرقابة وزارة التعليم العالي؟ ألم يصدر الوزير تعميمًا واضحًا عام 2022 يحظر فيه حرمان الطلبة من دخول الامتحانات بسبب الذمم المالية؟ لماذا تصرّ بعض الإدارات الجامعية على خرق هذا التوجيه، والتعامل معه وكأنه لا يعنيها؟ أي استخفاف هذا بالقانون؟ وأي استقواء على الطالب البسيط الذي لا يملك إلا الأمل؟!
إن العلاقة بين الطالب والجامعة، كما أجمع القانونيون، هي علاقة تعاقدية تحكمها أحكام القانون المدني الأردني، ويجب أن تُبنى على حسن النية، لا على التربص والاستغلال. الطالب التزم بالدراسة، وسُمح له بتسجيل المواد، وشارك في المحاضرات، فمن أين يأتي الحق فجأة بحرمانه من الامتحان؟ هذه خيانة لعقد لم يُحترم من طرف المؤسسة، وخرق لكل ما هو أخلاقي وتربوي.
والأخطر من ذلك كله، هو الأثر النفسي العميق الذي تتركه هذه الممارسات في نفوس الطلبة. تخيّل شابًا اجتهد فصلًا كاملًا، قهر الظروف، وسهر الليالي، ثم يُمنع من الامتحان أمام زملائه فقط لأنه لم يستطع دفع قسطه الأخير. أي عدالة هذه؟ وأي مؤسسة تلك التي تسمح لنفسها أن تهين طلابها بهذه الصورة؟
إذا كانت هذه الجامعات تدّعي أنها مؤسسات تعليمية، فعليها أن تراجع نفسها. التعليم ليس سلعة، والجامعة ليست بنكًا، والطالب ليس زبونًا. عندما تغيب هذه المبادئ، يصبح كل ما يُقال عن "الرسالة الأكاديمية" مجرد كذبة لتجميل وجه قبيح لجشع لا يعرف حدودًا.
أنا لا أهاجم كل الجامعات، بل أتحدث عن تلك التي قررت أن تركض وراء المال، وأن تبني جدرانًا من القسوة واللامبالاة في وجه طلابها. هذه الجامعات تسقط أكاديمياً، مهما علا مبناها أو كثر طلابها. لأنها ببساطة، فقدت روحها.
منع الطالب من التقدّم للامتحان بسبب عجزه المالي ليس فقط ظلمًا، بل هو عار. عار على جامعة تتباهى بأكاديميتها، وتنسى أن وظيفتها الأولى هي احتضان الطالب، لا طرده، وتمكينه، لا إذلاله. وإذا استمرت هذه السياسات دون رادع، فإننا نودّع شيئًا اسمه التعليم، ونستقبل زمن المتاجرة بالشهادات.
البرهان يتفقد مناطق غربي الخرطوم
وول ستريت تغلق على ارتفاع وسط ترقب لنتائج إنفيديا
الاحتلال يبلغ بهدم مسجد وعدد من المساكن الفلسطينية
زينة تعود للأدوار الصعبة في فيلم بنات الباشا
جورجينا رودريغيز في البيت الأبيض
الجيش الإسرائيلي يصيب فلسطينيين ويعتقل 4 في الضفة
مستوطنون يعتدون على فلسطيني وزوجته ونجله في الخليل
تحسن أداء مؤشرات الأسهم الأميركية
الأمطار تعزز إنتاجية الزيتون وتنعش آمال مزارعي الكورة
الكنيست يقرّ أوليًا وقف تزويد منشآت الأونروا بالمياه والكهرباء
حكيمي أفضل لاعب إفريقي لعام 2025
في عيد ميلادها… رنا خطّار تلهم الذكاء الاصطناعي لإحياء هوية رقمية لبيروت
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. أسماء
جامعة الحسين تفجع بوفاة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطواها
ندوة في كلية الحصن حول التعليم وسوق العمل المتجدد
كلية الأعمال بجامعة مؤتة تحصد خمس جوائز بحثية وطنية
ما حقيقة طلاق عمرو أديب ولميس الحديدي
تصاعد الجدل حول تصريحات غير مؤكدة لزياد المناصير .. التفاصيل
أطباء يتوقعون موسماً قاسياً بسبب سلالة خطيرة من الإنفلونزا
9 أعراض شائعة تكشف نقص المغنيسيوم في الجسم
كلية الطب بجامعة اليرموك تنظم فعالية الشباب للصحة
خدمات الأعيان تلتقي أصحاب شركات التطبيقات الذكية
طاقة الأعيان تطلع على واقع عمل مصفاة البترول الأردنية
الأرصاد: استقرار الأجواء وارتفاع طفيف بدرجات الحرارة الاثنين