صحيفة السوسنة الأردنية

وكالات - السوسنة

قال الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، إن الولايات المتحدة تمر بفترة نمو اقتصادي "غير مسبوقة"، مؤكدًا أن البلاد تحقق عوائد مالية تصل إلى ملياري دولار يوميًا، وهو رقم وصفه بأنه تاريخي ولم يتحقق من قبل.

وفي تصريحات جديدة تناول فيها مستقبل الاقتصاد الأمريكي، شدد ترمب على أن واشنطن أصبحت في موقع قوة، ولا توجد مؤشرات مقلقة حول التضخم، مشيرًا إلى أن العديد من الدول باتت تسعى لعقد اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة، لما لذلك من مكاسب مشتركة.

لكن ترمب لم يُخفِ امتعاضه من السياسات السابقة، قائلاً: "لقد سمحنا لعدد من الدول أن تصبح غنية وكبيرة على حسابنا، ولن أسمح بحدوث ذلك مرة أخرى". وأكد عزمه على إعادة التوازن في العلاقات التجارية الدولية.

وفي إطار رؤيته لتعزيز مكانة أمريكا عالميًا، تحدث ترمب عن إعادة هيكلة القوة البحرية الأمريكية، كاشفًا عن احتمال شراء سفن من الخارج ضمن خطة لإعادة بناء الأسطول البحري، كما اعتبر أن قطاع صناعة السفن سيأخذ أولوية في المرحلة المقبلة.

من جهة أخرى، شدد ترمب على ضرورة تنويع مصادر الطاقة وعدم الاكتفاء بنوع واحد، مؤكدًا أن الأداء القوي لأسواق المال مؤخرًا يعزز رؤيته الاقتصادية. ووصف أحد الأيام الماضية بأنه "مميز وتاريخي" في هذا السياق.

وبعد تصاعد القلق من تأثيرات الرسوم الجمركية، أعلن ترمب عن تعليقها لمدة 90 يومًا، مؤكدًا أن هذه المهلة تهدف إلى فتح المجال أمام المفاوضات مع الشركاء التجاريين. وقد جاءت هذه الخطوة بعد تحذيرات داخلية من تداعيات "وخيمة" على السوق، خصوصًا في سوق السندات الأمريكية.

ورغم تعليق الرسوم، عاد ترمب وأكد عزمه على رفعها إلى 125% على الواردات من الصين، متهمًا بكين بـ"عدم احترام الأسواق العالمية"، وهو ما أطلق موجة من الارتياح الحذر في الأسواق المالية.

ورأى بعض المحللين في تراجع ترمب عن خطته السابقة "قرارًا عقلانيًا" جاء لتجنب أزمة اقتصادية أعمق قد تضعف الموقف الأمريكي في المفاوضات الدولية.

بهذا، يبدو أن ترمب يعيد ترتيب أوراقه الاقتصادية على قاعدة المصالح الوطنية أولاً، في توجه واضح نحو مزيد من الحزم والهيمنة الاقتصادية، سواء داخليًا أو على مستوى السياسة التجارية العالمية.