امرأة من نور ونار

mainThumb

08-09-2025 12:15 AM

حين تلعثمت بين صفوف من ورق، وتشبثت بأغطية مخملية تعودت اللجوء الى سكات خطير مهدد الزوايا في كتاب مغلق حزين.
كانت تستقل الطريق في كل مرة ألف مرة، تعاند خطواتها المستترة، تتقدم تارة وأخرى تتراجع، وفي المنتصف وقوف متردد متأرجح القرار.
ومضت حيث كان لا بد من الوقوف، واهتز بداخلها صوت خافت (أن لا تستبيحي خطوة قد فنت منذ سالف الزمان).
بعض الخطوات في صوتها أنين خافت يعرف الطريق، كان لا بد من هزة قوية تعيد تشكيل بنية العقل والقلب، كان لا بد من خوض معركة غريبة تنفض غبار الثبات في اغصان حكايتنا المثمرة، كان لا بد من خوض بعض التجارب المتوقعة منها والمنقض على حين غفلة، كان لابد من صراع متمرد في حنايا الروح والجسد، كان لا بد من خوض صراع بين الحقيقة والسراب وحكايات امرأة خارقة متوهجة في زمن متأجج الخطوات.
ويأسرني حلما كان قد أدرك سبيل المنتهى، وتلاشى قبل الوصول في تردد هزيل.
لم اعي النهاية وأدركتها لاحقا، حين تجاوزت سبل العطاء الا متناهي على جوانب تلك الأرصفة البعيدة منها والقريب.
ويبقى سؤال يراود حنايا ذاكرتي المتواضعة أوليس هنالك من عطاء بديل يحمل عن اكتافي الصغيرة المتعبة أعباء السنين؟
اكان عليّ ان اتبنى لعبة الأعباء المثقلة على خاطرتي الحياتية في تلك السنين الفائتة منها والقادمة؟
ثقل الخطوات أرهق اجنحتي، وأذهل أروعتي، واستباح نزف الدم في خاصرتي.
لم يكن يرويها سوى ضحكات من حولها، من قد رسمت على وجوههم فرحة او دعوة او حتى ابتسامة خفيفة مسحت بعطاء وحنان ما كان من احزان والآم.
ورغم كل ما ذكر وكان، من تعب واحتقان، لبعض الجروح والآلام، نجحت تلك المرأة وازدهرت، وتوشحت بقناديل السلام، وتوردت وجنتيها بأحجية رائعة، حيرت من حولها، وانارت في سرها، فهي في آخر خطواتها توجت على عرش الحب والسلام واكتست بوشاح ذهبي الملامح، وتزينت بتاج الفخر، على دورها في قصة كان عنوانها: امرأة من نور ونار.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد