حين تحكمنا المشاعر: من يقود من
نكبر، وتكبر معنا مشاعرنا؛ تتقلب كموج البحر، تشتد أحيانًا وتهدأ أحيانًا أخرى، متولدة من مكونات متشابكة يصعب الإحاطة بها. فكل ما نعيشه من تجارب وأفكار وذكريات يتداخل في صناعة ما نشعر به، حتى تصبح المشاعر أداة ترسم ملامح حياتنا على أهوائها، كحاكمٍ مستبد.
وإذا كانت هذه المشاعر تمثل لغتنا العاطفية التي نُعبّر بها عن دواخلنا، فإن من الحكمة ألّا نتركها تتحدث باسمنا دون وعي، بل علينا أن نُحسن استخدام هذه اللغة لصالحنا لا ضدنا. فكثيرًا ما نعتقد جازمين أن قراراتنا كانت نابعة من منطلق عقلاني منطقي بحت، وأننا أحكمنا إغلاق كل الأبواب والنوافذ في وجه مشاعرنا حتى لا يكون لها أي تدخل. لكن الحقيقة التي يصعب تقبّلها هي أن مشاعرنا قد حسمت الأمر قبل أن نفكر فيه أصلًا. فرائحةُ عطر، أو كلمةٌ عابرة، أو ذكرى بسيطة، كلها قادرة على تغيير اتجاه بوصلتنا دون أن نشعر.
نتعلّق بأشخاص لأنهم منحونا شعورًا كنا نفتقده، لا لأنهم بالضرورة جيدون أو مناسبون لنا. ننسحب من فرصٍ كان بإمكانها أن تغيّر مجرى حياتنا للأفضل، فقط لأننا نشعر بالخوف منها، لا لأنها سيئة حقًا. نغضب فجأة دون سابق إنذار، ونتخذ قرارات قد نندم عليها بعد حين... هذه كلها جرائم تقترفها فينا مشاعرنا دون أن ترفّ لها عين!
هنا تكمن المشكلة؛ حينما تقوم مشاعرنا بقيادة حياتنا بشكلٍ عشوائي، فنصبح كظلٍ يتبع ضوءًا عابرًا، لا نعرف أين سيتوقف بنا. فقراراتنا تصبح مِلكًا لما نشعر به، لا لما نريده حقًا. ولحسن الحظ هذا لا يعني بتاتا أننا بلا حول ولا قوة أمام مشاعرنا فالسيطرة عليها ليست مستحيلة ولكن صعبة إلى حد كبير وتحتاج إلى وعي كبير وإدراك أكبر.
وهنا، لا نعني بالسيطرة على المشاعر قمعها أو تجاهلها، بل على العكس تمامًا، ينبغي فهمها ومحاولة تحديد مصدرها حتى نتمكن من توجيهها نحو وجهة مدروسة تخدمنا.
ولعل مربط الفرس في هذا السياق هو تعلم الإصغاء لما نشعر به دون اندفاع. وحتى نصل إلى مرحلة نتمكن فيها من الموازنة بين مشاعرنا وما يمليه علينا عقلنا، يجب أن نتيح للوعي الفرصة للقيام بدوره.
فهل توقفت يومًا وسألت نفسك: لماذا شعرتُ بهذا الشكل؟ ما الأسباب والدوافع التي حفزت هذه المشاعر في داخلي؟
إن هذا التأمل يجعلنا لا نتسرع في ردود أفعالنا؛ فبمجرد أن نمنح أنفسنا مساحة للتعبير عما يختلج في داخلنا من مشاعر، تفقد هذه الأخيرة قدرتها على التحكم بنا.
وفي الختام، لا يمكن لأحد أن ينكر أن المشاعر تعدّ جزءًا أساسيا من تركيبتنا البشرية، لكنها ليست الحاكمة الوحيدة لمصائرنا، إذا فهمناها وأصغينا إليها بوعي. فنحن قادرون على التحكم بها بدلًا من الانسياق خلفها. فالحكمة لا تكمن في كبتها أو تجاهلها، بل في حسن استخدامها كقوة عاطفية تخدمنا، لنكون نحن من يكتب تفاصيل قصتنا، لا مشاعرنا، ونحن القادة لا المنقادين.
وفاة طفلة دهساً في منطقة الكريمة
منتخب الطائرة للناشئات يخسر أمام أوزبكستان
الرواشدة يرعى احتفالية بذكرى الفنان الراحل فارس عوض
مهم من الزراعة بشأن استيراد زيت الزيتون
السوداني: الانسحاب الأميركي شرط لنزع سلاح الفصائل
انتصارات لدوقرة وعمان إف سي والصريح بدوري الدرجة الأولى
أبرز ما جاء بلقاء رئيس الوزراء ونظيره القطري
خطة لإنتاج محتوى مرئي يُبرز الأردن كأرض للقداسة
تشييد متحف تاريخي في مصر بتكلفة تجاوزت المليار دولار
مقتل متطوعي الهلال الأحمر يثير القلق الدولي
والد إيلون ماسك: موسكو هي أجمل عاصمة في العالم
خمسة أسرى محررين يصلون مستشفى شهداء الأقصى
الصفدي: ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار وربطه بـحل الدولتين
المفوضية الأوروبية تستثمر بمشاريع التكنولوجيا النظيفة
بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
فوائد مذهلة للقرنفل .. من القلب إلى الهضم والمناعة
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
أسرار الحصول على خبز هش وطري في المنزل
وزارة الصحة تفصل 18 موظفاً .. أسماء
مأساة سوبو .. ظلم مُركّب في أميركا
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين

