لوبوان: إسرائيل تغرق في فخ غزة الذي نصبه السنوار

mainThumb
غزة

13-05-2025 11:35 AM

وكالات - السوسنة

كشفت مجلة لوبوان الفرنسية أن إسرائيل، بعد مرور أكثر من 19 شهراً على هجوم 7 أكتوبر 2023، لم تنجح في تجاوز أي من أزماتها، بل تجد نفسها اليوم عالقة أكثر في فخ غزة الذي نصبه زعيم "حماس" يحيى السنوار، والذي ما زال يُطبق عليها رغم إعلان تصفيته في وقت سابق.

ووصفت المجلة خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة السيطرة على قطاع غزة، التي أقرها مجلس الوزراء في 5 مايو الجاري، بأنها تنذر بكارثة متعددة الأبعاد. فهي تهدد بمفاقمة معاناة المدنيين الفلسطينيين، وتُعرض حياة ما لا يقل عن 20 رهينة يعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، إلى جانب تعميق الانقسامات الداخلية في إسرائيل، وتزايد عزلتها دولياً.

وأضافت أن استمرار العمليات العسكرية لا يخدم سوى طرفين: حركة "حماس" من جهة، التي استعادت جزءاً من نفوذها بعد فترة من التراجع، واليمين الإسرائيلي المتطرف من جهة أخرى، الساعي لاستغلال الفوضى لتعزيز خططه التوسعية وتهجير السكان.

وأشارت لوبوان إلى أن نتنياهو، الذي يرفض حتى الآن تحمّل مسؤولية إخفاقات 7 أكتوبر، يواصل تقديم تنازلات لتيار أقصى اليمين داخل حكومته للحفاظ على استقرارها، هرباً من انتخابات مبكرة ومحاكمات فساد تلاحقه.

كما حذّرت المجلة من أن إعادة احتلال غزة ستُعيد إسرائيل إلى مربع إدارة منطقة معادية يقطنها أكثر من 2.1 مليون نسمة، في تكرار لخطأ سبق أن حذّر منه رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون حين قرر الانسحاب منها في 2005. وأكدت أن أكثر من 60% من الإسرائيليين، بحسب الاستطلاعات، يرفضون هذه العودة.

وتنص خطة نتنياهو على تجميع سكان غزة في "منطقة إنسانية" جنوب القطاع، وتوزيع المساعدات بشروط وتحت رقابة أمنية، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية ضد ما تبقى من معاقل "حماس"، رغم رفض متزايد من جنود الاحتياط للالتحاق بالخدمة.

ورغم إصرار نتنياهو على قرب القضاء على "حماس"، تساءلت المجلة عما إذا كان هذا الوعد المتكرر منذ عام ونصف بات يفقد صدقيته، مذكرة بأن رئيس الحكومة الحالي يروّج لسلام اقتصادي وهمي دون اتفاق سياسي، وهو ما لا يؤدي سوى إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار.

وأوضحت لوبوان أن حكومة نتنياهو تسير اليوم نحو هاوية سياسية من دون غطاء دبلوماسي أو رؤية لحل، في ظل تراجع الدعم الأمريكي. فإدارة الرئيس بايدن بدأت تبتعد تدريجياً عنه، وفتحت قنوات تواصل مع "حماس"، كما بدأت تتفاوض مع إيران، وأبرمت هدنة مع الحوثيين لا تشمل إسرائيل، وتخلّت مؤقتاً عن خطط التطبيع السعودي الإسرائيلي.

وختمت المجلة بأن هذه السياسة العمياء من دون مخرج سياسي، وغياب خطة لتحرير الرهائن، يقرّبان إسرائيل من المصير الذي رسمه لها يحيى السنوار، حتى بعد رحيله، حيث أصبح قطاع غزة فخاً محكماً يتزايد ضغطه على تل أبيب يوماً بعد يوم .

إقرأ المزيد :














تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد