77 عاماً .. وطن مسلوب وذاكرة لا تموت .. تفاصيل وحقائق 

mainThumb
ذكرى إحياء النكبة - تعبيرية

15-05-2025 09:04 AM

السوسنة - مروة أبوالهيجاء - في كل عام، في الخامس عشر من مايو، يستذكر الفلسطينيون ذكرى "النكبة"، اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم عام 1948، لتبدأ رحلة طويلة من المعاناة والتهجير، تمتد إلى اليوم في وجه آلة عسكرية لم تتوقف عن القتل والدمار. سبعة وسبعون عاماً مرّت، لكن الجرح ما زال مفتوحاً، والذاكرة حيّة رغم كل محاولات الطمس والتزييف.

في ذلك اليوم المشؤوم، تم اقتلاع ما يقارب 957 ألف فلسطيني من بيوتهم، من أصل 1.4 مليون كانوا يعيشون في نحو ألف وثلاثمائة قرية ومدينة فلسطينية، ليجدوا أنفسهم مشردين في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فيما أجبر آلاف آخرون على النزوح داخل الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل. في مشاهد تختزن الألم، فرّت العائلات تاركة خلفها البيوت والمفاتيح، مؤمنةً بالعودة القريبة التي لم تتحقق بعد.

احتلت العصابات الصهيونية حينها 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمّرت بالكامل 531 منها، فيما أخضعت المتبقي منها تحت قوانين الاحتلال. لم تكن عمليات التهجير خالية من العنف؛ فقد رافقها ارتكاب أكثر من 70 مجزرة وحشية أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وفق ما وثقه جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني.

ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف آلة الحرب، حيث قتلت إسرائيل 154 ألف فلسطيني وعربي داخل فلسطين منذ عام 1948، بينما سُجل نحو مليون حالة اعتقال منذ "نكسة" عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية. ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، استشهد حوالي 64 ألفاً و500 فلسطيني، بينهم 52 ألفاً و900 في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً.

في قطاع غزة، الذي بات رمزاً للصمود، أدت حرب الإبادة الإسرائيلية منذ عام 2023 إلى استشهاد عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء، ونزوح نحو مليونَيْ فلسطيني من أصل 2.2 مليون كانوا يقيمون في منازلهم قبل العدوان. الدمار طال كل زاوية؛ أكثر من 68 ألف و900 مبنى تم تدميرها بالكامل، إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بـ110 آلاف مبنى آخر، بينما بلغ عدد الوحدات السكنية التي دُمّرت بشكل كلي أو جزئي أكثر من 330 ألف وحدة، ما يمثل أكثر من 70 في المئة من المساكن في القطاع.

لم تسلم المؤسسات التعليمية والصحية من القصف، حيث دُمّرت أكثر من 500 مدرسة وجامعة، و828 مستشفى ومسجداً وثلاث كنائس، إلى جانب تدمير كامل للبنى التحتية من شوارع وخطوط مياه وكهرباء وصرف صحي، وتدمير آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي كانت مصدر رزق لكثير من العائلات.

وفي الضفة الغربية، يستمر الاستيطان في التوسع، حيث بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية حتى نهاية عام 2024 نحو 551 موقعاً، منها 151 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، إضافة إلى 144 موقعاً مصنفاً كمعسكرات ومناطق صناعية وسياحية. عدد المستوطنين في الضفة الغربية وصل إلى 770 ألفاً و420، معظمهم يتركزون في محافظة القدس، حيث يقيم 336 ألفاً و304 مستوطنين.

على مدار العقود، تواصل إسرائيل اعتداءاتها بحق الفلسطينيين، حيث نفذت سلطات الاحتلال والمستوطنون 16 ألفاً و612 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2024 فقط، في استمرار لسياسة القمع والتهجير.

ورغم الألم المتواصل، يتمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة، مفاتيح البيوت القديمة التي هُجّروا منها محفوظة في الذاكرة، تروي قصصاً عن وطن كان يوماً نابضاً بالحياة، وعن أجيالٍ كبرت على حلم العودة ولم تفقد الأمل.

اليوم، ومع حلول الذكرى الـ77 للنكبة، يرفع الفلسطينيون أصواتهم لتذكير العالم أن الوطن لا ينسى، وأن العودة حق، ليس مجرد حلم عابر، بل وعد توارثته الأجيال، لا تذروه الرياح ولا تمحوه السنين.

أقرأ أيضًا:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد