التحول الى الإعلام الرقمي المستقل
في عصر الرقمنة والتواصل الفوري، لم يعد الإعلام حكراً على المؤسسات التقليدية أو مقيداً بنفوذ النقابات الصحفية القديمة. ملايين الأفراد أصبحوا، سواء بقصد أو غير قصد، منصات إعلامية مستقلة على فيسبوك وتويتر (X) وغيرها من المنصات الرقمية، ينقلون الأخبار، يعبرون عن الرأي، ويؤثرون في الرأي العام بشكل لم تعرفه الصحافة التقليدية.
هذا الواقع يفرض على الحكومات العربية تحديًا حقيقيا: كيف تنظم هذا الإعلام الرقمي المستقل دون أن تقيد حريته أو تعيده إلى مقاييس قديمة لا تناسب العصر؟
إعلان هيئة الإعلام الأردنية عن استكمال بناء نظام لتنظيم الإعلام الرقمي يشكل خطوة أولى نحو ترسيخ بيئة رقمية آمنة ومتطورة، لكنها تحمل في طياتها تحديا أكبر: كيف توازن الدولة بين حماية المجتمع من التضليل والتحريض، وبين السماح للناشرين بحرية كاملة لإنتاج محتوى إخباري مستقل؟
من أحد أهم العقبات أمام الإعلام الرقمي المستقل هو ارتباطه بالنقابات الصحفية التقليدية، التي رغم دورها التاريخي، أصبحت في كثير من الأحيان حاجزا أمام الأصوات الجديدة والمبتكرة.. أي تنظيم فعلي للإعلام الرقمي يجب أن يعلن فصلا تاما عن هذه النقابات، ويضمن استقلال الناشرين الفرديين أو الصغار عن أي اشتراطات تعجيزية. العضوية النقابية أو تراخيص باهظة الثمن لا يجب أن تكون شرطا لدخول السوق الرقمي، لأن الحرية الحقيقية تبدأ من القدرة على التعبير دون قيود.
الحرية المطلقة لا تعني الفوضى. الشفافية والمساءلة أساس أي نظام ناجح، لكن التركيز يجب أن يكون على المحتوى الضار: الأخبار الكاذبة المتعمدة، التحريض على العنف، أو التشهير الصريح. أما النقد البناء والآراء المخالفة، حتى لو كانت غير شعبية او لا تتوافق مع سياسات الحكومات، فلا يجوز أن تقمع أو تجرم. تنظيم الإعلام الرقمي يجب أن يضمن حرية التعبير، مع وضع خطوط واضحة ضد الضرر الفعلي للمجتمع، دون تحويله إلى أداة للرقابة الصارمة.
أي دولة تسعى لتنظيم الإعلام الرقمي المستقل يجب أن تتعاون مع المنصات الكبرى مثل فيسبوك وتويتر (X) لضمان تطبيق السياسات بشكل فعال، مع حماية حرية الناشرين. القوانين يجب أن تكون مرنة وقابلة للتكيف مع التطورات التكنولوجية والسلوكية، مع مراجعة دورية لضمان عدم التدخل في الحريات الأساسية أو خنق الابتكار.
وبدلا من الاعتماد على العقوبات وحدها، مثل قانون الجرائم الالكترونية، يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في التوعية الرقمية للجمهور والناشرين حول التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل. الإعلام الرقمي المستقل يجب أن يكون منصة للتعلم، للتحقق، وللنقد البناء، وليس مجرد مساحة لقمع الأخطاء أو فرض الرقابة.
الهدف من التنظيم ليس تقييد الحريات، بل حماية المجتمع مع الحفاظ على روح الابتكار والتعبير الحر. الإعلام الرقمي المستقل يجب أن يظل ساحة مفتوحة للآراء والمعلومات، بعيدًا عن قيود النقابات التقليدية أو أي شروط تعجيزية. يجب أن يكون الفضاء الرقمي مكانًا للجرأة، والمهنية، والاستقلالية الحقيقية.
في الختام، الإعلام الرقمي المستقل ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل امتداد طبيعي لتطور أدوات التعبير والتواصل. تنظيمه يجب أن ينظر إليه كفرصة لتعزيز الحرية، وتمكين المجتمع من الوصول إلى المعلومات الدقيقة، وضمان استقلال الإعلام الرقمي عن القيود القديمة التي لم تعد صالحة للعصر الرقمي.
ان أي قيود تعجيزية أو تدخلات غير مبررة في عمل الناشرين الرقميين ستقوض هذه الحرية وتقتل روح الابتكار قبل أن تولد.
التحول الى الإعلام الرقمي المستقل
الشهيد أنس الشريف شاهدٌ على الانحطاط العربي
الترخيص المتنقل في الأزرق بهذا الموعد
تصريحات المجرم نتنياهو ومأزق الكيان الإرهابي
تأهيل وإزالة مخالفات بشوارع في إربد وعجلون
3860 ميجا واط الحمل الكهربائي الأقصى المسجل السبت
أطفال غزة بخطر إذا لم يتلقوا العلاج فورا
حب ووفاء للأستاذ عبده محمد شوقي رحمه الله
التعليم العالي وصناعة المستقبل
سيتي يهزم ولفرهامبتون في بداية الدوري الإنجليزي
اختتام فعاليات مهرجان الخالدية للشعر الشعبي والنبطي
الملك يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة خاصة
الضمان يوضح آلية زيادة الإعالة التقاعدية
دير علا تسجل أعلى درجة حرارة بالمملكة الاثنين .. كم بلغت
وزارة التربية تؤكد مواعيد الدوام المدرسي .. تفاصيل
الجيش يفتح باب التجنيد للذكور .. تفاصيل
ما هو الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الرسمية
تعيين 450 معلمًا ومعلمة في مسار التعليم التقني المهني BTEC
مدعوون للإمتحان التنافسي .. أسماء
بيان من المحامية أسماء ابنه النائب صالح العرموطي
ما هي الحدود الدنيا لمعدلات التنافس لمرحلة البكالوريوس
حقيقة صرخة جيسيكا الأخيرة: حوت الأوركا لم يرحمها
عطل فني يتسبب بوقف ضخ المياه عن هذه المناطق
مدينة تسجل أعلى درجة حرارة في المملكة بـ 46 درجة
وزير الأشغال يتفقد طريق ستاد كرة القدم الجديد
المملكة تسجل ثلاثة أرقام قياسية بحرارة الطقس
استحداث 34 تخصصًا أكاديميًا جديدًا في مختلف الجامعات الرسمية