بشار العبادي يلهم الأردنيين بروح التحدي والأمل

mainThumb

26-05-2025 01:11 PM

عمان - السوسنة

خلال الاحتفال بعيد الاستقلال التاسع والسبعين، ابتسم جلالة الملك عبد الله الثاني للفتى بشار العبادي عند دخوله منصة الحفل، في مشهد اختصر قصة كفاح طويلة لطفل واجه الحياة بإرادة لا تلين.

بشار العبادي، ابن الثانية عشرة، طالب في الصف السادس الأساسي، وُلِد بتحدٍّ كبير حين اضطر الأطباء لبتر ساقه اليسرى وهو لم يُكمل شهره الثاني. منذ ذلك الوقت، تولت الخدمات الطبية الملكية رعايته الصحية، وتم تركيب أول طرف صناعي له عندما بلغ أربعة أشهر ونصف، بدعم مباشر من الديوان الملكي الهاشمي.

رغم الإعاقة، نما بشار بطموح كبير وعزيمة لافتة، وبدت شخصيته منذ صغره أكبر من عمره، هادئًا وودودًا، يشي وجهه بنضج لا يضاهيه إلا إصراره على النجاح. يحلم بأن يصبح قاضيًا، مدفوعًا بشعور عميق بالعدالة والرغبة في خدمة مجتمعه.

حكاية بشار بدأت تتصدر الاهتمام الملكي حين التُقط له مقطع فيديو عفوي خلال تلقيه العلاج في مدينة الحسين الطبية، بالتزامن مع استقبال دفعة من الأطفال الفلسطينيين المصابين من قطاع غزة ضمن الممر الطبي الأردني. في ذلك المشهد، لاحظ بشار أحد الأطفال الغزيين، عبد الرحمن، يعاني من بتر في أحد أطرافه، فما كان منه إلا أن اقترب منه بابتسامته الدافئة، وشجعه قائلًا: "سترَكض مجددًا... كما أفعل أنا الآن". ثم بدأ يركض أمامه بطرفه الصناعي، ليبث فيه طاقة من الأمل.

الفيديو الذي وثق هذه اللحظة النبيلة وصل إلى جلالة الملك، الذي تأثر بشدة بما رآه من تعاطف وقدرة على الإلهام في شخصية بشار. وعليه، وجّه جلالته دعوة خاصة للفتى لحضور احتفالات عيد الاستقلال، ليكون جزءًا من المشهد الوطني الكبير.

لكن التكريم الملكي لم يتوقف عند ذلك، إذ استقبل جلالة الملك بشار وذويه في مكتبه قبيل الحفل، واستفسر منه عن دراسته وطموحه، وحثّه على الاستمرار في التقدم بثقة، مشيدًا بروحه العالية ومعنوياته القوية، التي تجسد القيم الأردنية الأصيلة.

خلال الحفل، حضر والدا بشار إلى المدرجات، وعبرّا بفخر ودموع عن امتنانهم لجلالة الملك الذي "يتابع التفاصيل الصغيرة في حياة أبناء شعبه"، على حد قولهم.

وتسعى والدة بشار، التي تتولى تربية أبنائها بكل تفانٍ، إلى غرس القيم فيهم، وتوفير مستقبل أفضل لهم عبر التعليم والاجتهاد. وهي ترى في بشار نموذجًا يحتذى به، لا فقط لأنه تغلب على الإعاقة، بل لأنه ألهم غيره وكان سببًا في زرع الأمل في قلوب أطفال فقدوا أطرافهم، وربما ثقتهم بالحياة.

إن مشاركة بشار في عيد الاستقلال لم تكن مجرد حضور رمزي، بل كانت رسالة بليغة لكل الأردنيين: بأن الإصرار يتغلب على العجز، وأن روح الوطن الحقيقية تسكن في أمثال بشار، ممن لا يعرفون اليأس، ويخطّون دربهم نحو المستقبل بثقة وكرامة .   

إقرأ المزيد : 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد