الأخ محمد سدر "ابوعزيز" وداعاً

mainThumb

27-05-2025 01:26 AM

يصعب على الإنسان مهما توفرت له الكلمات والعبارات، وتزاحمت في نفسه الذكريات والعبرات، أن يبوح بكل ما يجول في خاطره تجاه من فقدهم جسداً، ولكنهم سيبقون في القلب بذكرياتهم ومواقفهم وصداقتهم، ولا تزال أرواحهم وأخلاقهم الطيبة الحسنة نموذجاً يعز علينا أن يغيب ، فكيف إن اجتمع كل ما سبق من مشاعر مع فقدان أخ وزميل عمل عزيز عرفته لعقود طويلة، فبأي الكلمات والعبارات أودعك، وانت الفقيد الغائب الحاضر.

عرفتك نشيطاً مُخلصاً في عملك وفيّاً في صداقتك، ووجدتك دائماً حاضراً في ابتسامتك ورأيك المتزن ناصحاً ومستشاراً أميناً ، في كل صباح وفور وصولي للعمل اتوجه الى مكتبك، لأجدك بين الزملاء تتابع معهم بإعداد التقرير اليومي للجنة الملكية لشؤون القدس( أخبار وواقع القدس)، واناقش معك بعجالة ملخصاً لجدول الأعمال اليومية، وفي الكثير من الاحيان أتصل معك ليلاً للتذكير ببعض الاخبار والموضوعات لتضمينها في التقرير اليومي أو لاصدار البيانات والتصريحات العاجلة حولها، ما زلت أذكر مشاركتك لي الانفعال والغضب حول ما يجري في مدينة القدس من اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية متسارعة، حريص دائماً على مرافقتي في الكثير من الندوات والمؤتمرات واللقاءات مشرفاً بنفسك على ما تتطلبه كل فعالية من توزيع للكتب والتقرير اليومي والخرائط وأوراق العمل، وأحياناً وباعتبارك الساعد الايمن الذي اثق به وبحكمته فقد تنوب في بعضها للحديث نيابة عن الامين العام.

رحمك الله يا أخي وصديقي ورفيق العمر والعمل في اللجنة، لكنها سنة الحياة استقبال ووداع وفراق، والفراق صعب لكنه قضاء الله ولا راد لقضائه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم نسال الله العلي القدير أن يجعل مثواك الجنة والرضوان، فأنا وعائلتي وكل الأحبة والزملاء والزميلات في اللجنة نشارك الاخت أم عزيز والاخوة الاعزاء عزيز وعزام وعلاء وعامر والعزيزات علا وعبير وكل الاحفاد والحفيدات المواساة والتعازي، وكل من عرفك وفجع بفقدك ربنا يلهمكم الصبر والسلوان وحسن العزاء، فما تزال ذكراك وسيرتك العطرة حيّة في قلوبنا ، فإن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابا عزيز لمحزونون والبقاء لله وحده والى رحمة الله الواسعة.

إنا لله وإنا إليه راجعون



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد