بطل الحكاية .. تيس

mainThumb

28-05-2025 03:17 PM

في حياتنا اليومية، تحدث أحيانًا مواقف طريفة تظل عالقة في الذهن، تسترجعها بابتسامة، وتجعل من القصص العادية مغامرات لا تنسى. من هذه القصص تلك الرحلة التي جمعتني قبل سنوات بخالد ابن الجيران والتيس الفحل، وذلك على متن سيارتي الفولكس فاجن ذات اللون البرتقالي اللافت.
كنت في طريقي من منطقة الإسكان عرقوب وادي قديش إلى منطقة الصوانية، وكنت أوصل ابن جيراني الذي كان برفقته تيس فحل كبير، جلبه بناءً على طلب جدّة لأغراض الهداد. كان التيس يجلس على المقعد الأمامي بجانب ابن الجيران، مرفوع الرأس وكأنه يقول بفخر:
"أنا نجم الحفلة!"
وكان الأمر أشبه بعرض مسرحي، حيث كان الجمهور يتابع بشغف نجم الحفل، رفيقنا التيس الفحل.
كان التيس يتلفت يمينًا ويسارًا، يخرج رأسه من الشباك متفحصًا المارة وكأنه يحييهم، مما أثار دهشة واهتمام الجميع في الطريق. الناس توقفوا ونظروا إلينا كما لو أننا في عرض فريد من نوعه، وكأن التيس يقول لهم:
"تفضلوا تعالوا شوفوا الحفلة هنا!"
ابن الجيران، بابتسامة ماكرة، قال لي:
"شكرًا على التوصيلة، ولكن دعنا ننزل سريعًا قبل أن يطلب التيس توقيع المعجبين!"
كانت الرحلة مليئة بالمواقف الطريفة، وأصوات الناس تتعجب وتقول:
"شو القصة؟ لمين التيس،شو قصة هالتيس،مين جايب التيس معاه؟"ليش مقعدين التيس من قدام.
أما التيس، فكان يتصرف كما لو كان النمبر ون،كان يرفع رأسه ويرد التحية لكل من يحدق به، وكأنه يعرف تمامًا أنه نجم العرض. وبينما كنت أضحك وأشعر بالدهشة، تذكرت أمثالنا الشعبية التي تناسب الموقف تمامًا، مثل:
"السيارة والرفيق مثل اليد والوجه، ما ينفصلوا إلا إذا نزل التيس وصرخ!"
و"اللي ما عنده تيس، ما بيعرف المزاج بالسفر!"
وفي النهاية، وصلت إلى وجهتي بسلام، دون أي انقلاب أو تمرد من التيس الفحل، ولكن صدقوني، كانت رحلة لا تُنسى بكل تفاصيلها، رحلة بين فولكس فاجن برتقالية، وتيس مرفوع الرأس، وابن جيران لطيف،وبالنهاية صدقوني إن قلت لكم،أن رفقة التيس أفضل بكثير من رفقة بعض البشر!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد