تراجع علوم الكمبيوتر في عصر الذكاء الاصطناعي

mainThumb
علوم الكومبيوتر

27-06-2025 02:14 AM

السوسنة - بعد سنوات من النمو المتسارع، تشهد اختصاصات علوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة تراجعاً لافتاً، سواء على مستوى الإقبال الأكاديمي أو فرص العمل، في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تهدد بشكل مباشر الوظائف التقنية للمبتدئين.
ووفقاً لبيانات حديثة نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، فإن معدلات الالتحاق ببرامج علوم الحاسوب على الصعيد الوطني الأميركي لم تنمُ سوى بنسبة 0.2% خلال العام الجاري، مع تسجيل تراجعات فعلية في جامعات مرموقة مثل برينستون وستانفورد وديوك، حيث يُتوقع أن ينخفض عدد خريجي التخصص بنسبة تصل إلى 25% خلال عامين.
تراجع التوظيف وطفرة الذكاء الاصطناعي
ويُعزى هذا التراجع إلى تقلص فرص العمل للمبرمجين المبتدئين، وسط موجات من تسريح الموظفين في شركات التكنولوجيا الكبرى، وتجمد عمليات التوظيف، مدفوعة بتقدم الذكاء الاصطناعي الذي بات قادراً على كتابة ما يصل إلى 25% من رموز البرمجيات، بحسب تصريحات لمسؤولين في شركتي "ألفابت" و"مايكروسوفت".
ففي الوقت الذي كان فيه خريجو جامعات مثل ستانفورد وكارنيجي ميلون يتلقون عروضاً من شركات مثل غوغل وأمازون، أصبحت هذه الشركات تستبدل المهندسين الجدد بأنظمة الذكاء الاصطناعي أو تعتمد على كوادر أكثر خبرة، وفقاً لتقارير التوظيف الوطني.
انعكاسات اجتماعية واقتصادية
تؤكد شهادات خريجين مثل كريس غروب، طالب دكتوراه في الذكاء الاصطناعي بجامعة تينيسي، صعوبة سوق العمل حتى للمتخصصين في التقنيات الأكثر طلباً. ويشير إلى اضطرار بعض زملائه للتقدم إلى مئات الوظائف دون استجابة، أو التفكير في التحول إلى مجالات غير تقنية.
وبحسب مركز "بيو" للأبحاث، فإن مهندسي البرمجيات من بين الفئات الأكثر عرضة للتهديد من قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما أظهرت بيانات العمل تراجع التوظيف في مجالات علوم الكمبيوتر والرياضيات للشريحة العمرية من 22 إلى 27 عاماً بنسبة 8% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
تحذيرات من اختفاء وظائف المبتدئين
يحذر محللون من أن هذا التحول لا يهدد قطاع التكنولوجيا فقط، بل يُنذر بإعادة تشكيل سوق العمل للمهن المكتبية التي تعتمد على المهارات المتوسطة، خاصة مع اندفاع الشركات نحو الأتمتة وخفض التكاليف التشغيلية.
وبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة ناتجة عن تطور الذكاء الاصطناعي، يعتبر آخرون أن عوامل الاقتصاد الكلي مثل أسعار الفائدة المرتفعة والتقلبات السوقية تلعب دوراً موازياً.
مستقبل غير مؤكد
يرى مراقبون أن ما تشهده علوم الكمبيوتر اليوم ليس مجرد أزمة دورية، بل بداية تلاشي "فقاعة" امتدت لسنوات. ورغم أن المسار لم يُغلق تماماً أمام الطلبة، فإن المستقبل المهني في هذا المجال لم يعد مضموناً كما كان في السابق.
وبات من الضروري، بحسب خبراء التعليم والتوظيف، إعادة النظر في هيكلية مناهج علوم الحاسوب، وتطوير مهارات متعددة التخصصات لضمان مواءمة الخريجين مع المتطلبات المتغيرة لسوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً:

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد