توقيت الوجبات مفتاح الوقاية من السمنة والسكري

mainThumb
صورة ارشيفية

22-07-2025 12:18 PM

السوسنة - أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن توقيت تناول الوجبات، ومزامنته مع الساعة البيولوجية للجسم، يمكن أن يشكل عاملاً حاسمًا في الحد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، عبر تحسين عملية التمثيل الغذائي.

وبحسب الدراسة التي نشرها المركز الألماني لأبحاث السكري (DZD) في دورية eBioMedicine، فإن توقيت السعرات الحرارية خلال اليوم – وليس فقط كميتها – يؤثر بشكل مباشر على حساسية الأنسولين، أحد أبرز مؤشرات الصحة الأيضية.

ولفحص العلاقة بين توقيت الطعام والساعة البيولوجية، تتبع الباحثون نوم وحركة 46 زوجًا من التوائم، باستخدام أجهزة قياس النشاط لمدة 14 يومًا، وسجل المشاركون بدقة توقيت وجباتهم وكمياتها على مدى 5 أيام. وتم تحليل ما يُعرف بـ"نقطة منتصف السعرات الحرارية اليومية" (CCM)، التي تمثل الوقت الذي يُستهلك فيه 50% من الطاقة اليومية، ومقارنته بالنمط الزمني البيولوجي لكل مشارك.

وصرّحت الدكتورة أولغا راميتش، الباحثة في المركز، بأن النتائج أظهرت بوضوح أن "الأشخاص الذين يستهلكون الجزء الأكبر من طعامهم في وقت مبكر من اليوم يتمتعون بحساسية أعلى للأنسولين، في حين أن الذين يتناولون وجباتهم الرئيسية في وقت متأخر أظهروا علامات خلل في التمثيل الغذائي".

وأشارت راميتش إلى أن هذه النتائج توفر دليلاً متزايدًا على أهمية التوافق بين توقيت الطعام والإيقاع الداخلي للجسم، في وقت لا تزال فيه العلاقة بين توقيت الأكل والصحة الأيضية غير مدروسة بالشكل الكافي.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن توقيت الطعام والنمط الزمني البيولوجي يتأثران جزئيًا بالعوامل الوراثية، حيث تبين أن التوائم المتطابقة لديهم سلوكيات أكل أكثر تشابهًا من التوائم غير المتطابقة.

ويقترح الباحثون أن التركيز على "صباح الساعة البيولوجية" كفترة مثالية لتناول معظم السعرات الحرارية يمكن أن يكون بديلاً فعالاً لأنظمة الصيام الصارمة، حيث يكتفي الفرد بتوجيه استهلاكه للطاقة نحو الأوقات الأكثر توافقًا مع إيقاعه الداخلي.

وتُعزز هذه الدراسة من التوجهات الحديثة نحو تخصيص أنظمة التغذية بناءً على السلوك اليومي والإيقاع البيولوجي، ما قد يُحدث تحولًا في استراتيجيات الوقاية من الأمراض الأيضية المزمنة مستقبلاً.

اقرأ أيضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد