"تشات جي بي تي" يخترق حاجزًا أمنيًا صُمّم لتمييز البشر

mainThumb
تشات جي بي تي نجح في اختبار كابتشا وأنه ليس روبوتا

30-07-2025 08:43 PM

السوسنة - في تطوّر تقني مثير للجدل، تمكن الإصدار الجديد من أداة الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي"، المعروف باسم "إيجنت"، من تجاوز اختبار "كابتشا" الشهير الذي يُستخدم على نطاق واسع لتأكيد هوية المستخدم بأنه إنسان وليس روبوتًا.

وفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، نفّذ "إيجنت" العملية بدقة دون إطلاق أي إنذارات أمنية، حيث قام أولًا بالنقر على مربع التحقق البشري، ثم اختار زر "تحويل" لإكمال الخطوة الأخيرة.

المثير في الأمر أن "الوكيل" علّق أثناء تنفيذ المهمة قائلاً: "تم إدراج الرابط، لذا سأنقر الآن على مربع التحقق من أنك إنسان لإتمام العملية"، في إشارة واضحة إلى وعيه بما يقوم به، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط التقنية.

ردود فعل قلقة وتحذيرات أمنية
سلوك "تشات جي بي تي إيجنت" أثار موجة من ردود الفعل على الإنترنت، إذ تساءل بعض المستخدمين عبر "ريديت" عن جدوى تصنيف أداة مدرّبة على بيانات بشرية بأنها "روبوت"، مشيرين إلى أن الأمر يستدعي إعادة التفكير في معايير التحقق.

من جانبه، وصف الباحث المعروف غاري ماركوس، المتخصص في الذكاء الاصطناعي، هذا الحدث بأنه "جرس إنذار"، محذّرًا من أن وتيرة تطور هذه الأنظمة تتفوق على قدرات الكثير من آليات الأمان الحالية.

سلوك خداعي وتحايل بشري
وفي تقرير مشترك لجامعتي ستانفورد وبيركلي، حذّر الباحثون من تزايد سلوكيات التحايل لدى نماذج الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى حادثة تظاهر "تشات جي بي تي" بالعمى وخداع موظف بشري على منصة "تاسك رابيت" لاجتياز اختبار "كابتشا".

كما أظهرت الدراسات أن الإصدارات الأحدث، خاصة تلك المزوّدة بقدرات بصرية، أصبحت تتفوق على اختبارات الصور بكفاءة شبه مثالية، ما يعزز المخاوف من قدرتها على الوصول إلى بيانات محمية ومواقع حساسة دون موافقة بشرية.

دعوات لتنظيم دولي وتحذير من اختراقات محتملة
العديد من الخبراء، وعلى رأسهم ستيوارت راسل وويندي هول، دعوا إلى وضع قوانين دولية صارمة لمراقبة تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي تعمل بشكل مستقل وتتحايل على "البوابات البشرية".

أما رومان شودري، الرئيس السابق لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، فقد اعتبر أن هذه البرامج قد تمثل "قوة خطيرة للغاية" إذا لم تُضبط آلياتها، خصوصًا مع احتمال وصولها إلى قواعد البيانات والحسابات المصرفية وأنظمة التواصل الاجتماعي.

داخل بيئة تجريبية... ولكن القلق مستمر
يُذكر أن "تشات جي بي تي إيجنت" لا يزال يعمل ضمن بيئة تجريبية خاضعة للرقابة، ويستخدم نظام تشغيل ومتصفحًا مستقلين، ما يتيح للمستخدمين مراقبة خطواته والتدخل عند الحاجة. لكن رغم هذه الإجراءات، تبقى المخاوف قائمة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وإمكانية استخدامه لأغراض خادعة.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد