أطعمة بسيطة تحصّن الجسم من السرطان لعقد كامل

mainThumb
سرطان الأمعاء

05-08-2025 11:32 AM

السوسنة - أظهرت دراسة علمية حديثة، أجراها باحثون من جامعتي نيوكاسل وليدز في المملكة المتحدة، أن تناول مواد غذائية بسيطة غنية بالنشا المقاوم قد يسهم بشكل فعّال في تقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وذلك بحسب ما نشرته مجلة Cancer Prevention Research.

ووفقًا لمضمون الدراسة، فإن الأطعمة الغنية بالنشا المقاوم تشمل مجموعة متنوعة من المنتجات الطبيعية والمتوفرة، مثل الموز غير الناضج، والشوفان، ورقائق الذرة، والبطاطس المسلوقة والمبردة، والمعكرونة، والأرز، وخبز القمح الكامل، إضافة إلى الفاصوليا والعدس والبازلاء الخضراء، وجميعها تعتبر مصدرًا لهذا النوع من الكربوهيدرات الذي لا يُهضم في الأمعاء الدقيقة، بل يصل مباشرة إلى الأمعاء الغليظة، حيث يعمل على تغذية البكتيريا النافعة التي تسهم بدورها في تعزيز الصحة العامة للجهاز الهضمي.

وتم التوصل إلى هذه النتائج بعد دراسة دولية استمرت لعدة سنوات، وشملت نحو ألف مشارك من مختلف دول العالم ممن يعانون من متلازمة "لينش"، وهي حالة وراثية ترفع خطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان، ولا سيما سرطان الأمعاء الذي قد يصيب المرضى قبل بلوغهم سن الخمسين.

وخلال فترة الدراسة التي امتدت بين عامي 1999 و2005، تلقّى جزء من المشاركين جرعة يومية مقدارها 30 غرامًا من مسحوق النشا المقاوم، وهي كمية تعادل تقريبًا تناول موزة خضراء واحدة يوميًا، بينما حصلت المجموعة الأخرى على دواء وهمي، وذلك ضمن منهجية علمية دقيقة لم يكن فيها أي من الباحثين أو المشاركين على علم بالمجموعة التي ينتمي إليها كل فرد.

وبعد إجراء متابعة طويلة استمرت من 10 إلى 20 عامًا بعد انتهاء التجربة، خلص الباحثون إلى أن النشا المقاوم لم يؤثر على معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء بشكل ملحوظ، إلا أنه ساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي بنسبة تُقدّر بـ60%، وتشمل هذه الأنواع: سرطان المريء، وسرطان المعدة، والقنوات الصفراوية، والبنكرياس، والمعي الاثني عشري.

وكان اللافت في نتائج الدراسة أن التأثير الوقائي للنشا المقاوم استمر لعشر سنوات كاملة بعد توقف المشاركين عن تناوله، ما يشير إلى قدرة هذه المادة الغذائية على إحداث أثر طويل الأمد في صحة الإنسان.

ورجّح الباحثون أن للنشا المقاوم دورًا في تعديل أيض الأحماض الصفراوية داخل الأمعاء، الأمر الذي قد يسهم في تقليل إنتاج مركّبات قد تُلحق الضرر بالحمض النووي للخلايا، وتُحفّز بدورها نمو الخلايا السرطانية، ومع ذلك، شدّد الفريق العلمي على أهمية إجراء دراسات إضافية لتأكيد هذه النتائج وتعزيز فهم التأثيرات العلاجية والغذائية لهذه المادة.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد