تقنية تنظيرية جديدة للكشف المبكر عن سرطان المريء

mainThumb
تعبيرية

08-08-2025 12:51 PM

السوسنة - في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في طرق الكشف المبكر عن سرطان المريء، أعلن فريق من العلماء عن تطوير كبسولة تنظيرية صغيرة الحجم، يمكن ابتلاعها بسهولة وتُستخدم لتصوير المريء بدقة عالية دون الحاجة إلى خزعات جراحية أو إجراءات تنظيرية تقليدية، وفقًا لما نشرته مجلة Nature Biomedical Engineering.

الكبسولة الجديدة، التي يبلغ قطرها 12.5 ملم فقط، تم تزويدها بتقنيات تصوير مزدوجة متقدمة، تشمل التصوير المقطعي البصري المترابط (OCT) الذي يتيح رصد البنية الدقيقة للنسيج المخاطي للمريء بدقة ميكرومترية، إلى جانب تقنية الفحص المجهري البصري الصوتي، التي تعتمد على امتصاص الهيموغلوبين للضوء لرسم خريطة تفصيلية للشبكة الوعائية داخل أنسجة المريء حتى عمق يصل إلى 1.5 ملم.

وتقوم الكبسولة بمسح شامل لمحيط المريء بزاوية 360 درجة، ما يسمح برصد التغيرات النسيجية بدقة فائقة. وقد أظهرت التجارب الأولية قدرة الكبسولة على التمييز بين الأنسجة السليمة، وحالات التحول النسيجي، وتغاير التنسج، والمراحل المبكرة من سرطان المريء، بنسبة دقة بلغت 91%.

ويأمل مطورو التقنية أن تصبح هذه الكبسولة بديلاً واعدًا عن الخزعات الجراحية المؤلمة، خاصة أنها لا تتطلب تخديرًا عامًا، ويمكن استخدامها بسهولة في العيادات الخارجية. إلا أن الفريق البحثي أشار إلى أن اعتمادها على نطاق واسع لا يزال بحاجة إلى المزيد من التجارب السريرية لضمان فعاليتها وسلامتها.

ويُعد سرطان المريء من الأمراض التي يصعب اكتشافها في مراحلها المبكرة، نظرًا لغياب الأعراض الواضحة في البداية، مما يجعل هذا الابتكار الطبي خطوة مهمة نحو تحسين فرص التشخيص المبكر وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية المعقدة.

هذا التطور يأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى أدوات تشخيصية غير جراحية، دقيقة وسهلة الاستخدام، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية حول العالم، ما يعزز أهمية الابتكارات الطبية التي تضع راحة المريض وسرعة التشخيص في مقدمة أولوياتها.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد