بكين تلزم مراكز البيانات بشرائح ذكاء اصطناعي محلية

mainThumb
شرائح ذكاء اصطناعي

17-08-2025 10:58 AM

السوسنة - فرضت السلطات الصينية على مراكز البيانات في البلاد استخدام أكثر من 50% من شرائح الذكاء الاصطناعي المصنعة محليًا، في خطوة تهدف إلى الحد من الاعتماد على شركة "إنفيديا" الأميركية وتعزيز صناعة أشباه الموصلات الوطنية.
وأصبحت هذه النسبة إلزامية في مراكز الحوسبة العامة بكافة أنحاء الصين، بعدما كانت الفكرة قد بدأت كمبادئ توجيهية في شنغهاي عام 2023، والتي نصّت على تجاوز الاعتماد على الرقائق المحلية نسبة 50% بحلول 2025، وفقًا لتقرير نشره موقع "SCMP".
وحظيت الخطة بدعم من وكالات حكومية بارزة، بينها اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح ووزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وتهدف إلى توسيع قدرات الحوسبة اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعزيز استدامة الصناعة المحلية.
وتزامن القرار مع تسارع بناء مراكز الحوسبة الذكية، حيث أعلن عن أكثر من 500 مشروع جديد خلال عامي 2023 و2024 في مناطق مثل منغوليا الداخلية وقوانغدونغ. يأتي ذلك في ظل قيود الولايات المتحدة على تصدير شرائح متقدمة مثل H100 وH800 من "إنفيديا" إلى الصين، والتي تُعد ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسط تساؤلات صينية عن المخاطر الأمنية للرقائق المسموح ببيعها مؤخرًا مثل H20.
ورغم الفجوة التقنية بين الشرائح الصينية ونظيراتها الأميركية، يصف المطورون الشرائح المحلية بأنها "قابلة للاستخدام" لاستدلال النماذج المدربة مسبقًا، حيث أعلنت شركة iFlytek اعتمادها على شرائح "هواوي" لتدريب نماذجها، بينما طورت شركات مثل "SiliconFlow" حلولًا مبتكرة لدمج شرائح Ascend في بنية مراكز البيانات، محققة كفاءة تشغيل تفوقت في بعض التجارب على شريحة "إنفيديا H800".
ومع ذلك، تواجه مراكز البيانات تحديات كبيرة في التكيف مع مزيج الشرائح الأجنبية والمحلية، بسبب اختلاف بيئات البرمجة مثل CUDA من "إنفيديا" وCANN من "هواوي"، ما يستدعي جهودًا تقنية مكثفة لإعادة تهيئة النماذج وتشغيلها بكفاءة. ومع ذلك، يبدو أن الصين مصممة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الرقائق، حتى لو تطلّب الأمر سنوات من الاستثمار والابتكار لمجاراة عمالقة أشباه الموصلات العالميين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد