إسرائيل تصادق على تنفيذ مخطط استيطاني E1

mainThumb

20-08-2025 03:42 PM

السوسنة - أعلن رئيس بلدية مستوطنة معاليه أدوميم، غاي يفراح، أن الإدارة المدنية الإسرائيلية وافقت على مخطط بناء حي استيطاني جديد يعرف باسم "إي وان" (E1)، المثير للجدل، وذلك بعد أكثر من عشرين عاماً من التأجيل.

ويهدف المشروع الاستيطاني إلى ربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس، في خطوة يرى مراقبون أنها ستؤدي إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية، ما يقوض أي إمكانية لتحقيق "حل الدولتين". ويشمل المخطط بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ومشاريع خدمية وترفيهية، وسط معارضة واسعة من المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية خرقاً للقانون الدولي.

وكان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن الأسبوع الماضي إطلاق المخطط بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن الدولة الفلسطينية "تشكل خطراً على إسرائيل" وأن الضفة الغربية "جزء من إسرائيل بوعد إلهي". وأضاف أن الحكومة ستصادر آلاف الدونمات وتستثمر المليارات لإدخال نحو مليون مستوطن إلى الضفة الغربية.

ويغطي مخطط E1 مساحة 12 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المصادرة، ويهدف إلى ضم تجمعات استيطانية كبرى ضمن ما تسميه إسرائيل "القدس الكبرى"، تشمل معاليه أدوميم شرقاً، جفعات زئيف شمالاً، وغوش عتصيون جنوباً. وتشمل الخطط بناء حي جديد باسم "مفسيرت أدوميم" يضم أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية، إضافة إلى مدينة ملاهي كبيرة على مساحة 800 دونم تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وفنادق. كما يخطط لربط مستوطنة كيدار بمعاليه أدوميم عبر البناء الاستيطاني.

ويتضمن المشروع أيضاً إنشاء طريق يسمى "نسيج الحياة" لخدمة المستوطنات وربطها ببعضها البعض، مع منع الفلسطينيين من استخدامه، ما يعمق عزل القدس الشرقية جغرافياً عن محيطها الفلسطيني. ويواكب ذلك مخططات تهجير 46 تجمعاً بدوياً في المنطقة، بينها تجمع الخان الأحمر، في إطار سياسة تهدف لإفراغ المناطق الشرقية من الوجود الفلسطيني.

ويعود تاريخ المشروع إلى عام 1999 حين صادقت الحكومة الإسرائيلية على خارطته الهيكلية، بعد محاولات سابقة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم، التي تأسست عام 1975 وتعد من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين، واصلت الحكومات الإسرائيلية إجراءات متدرجة للمصادقة على المشروع وتنفيذه.

وحذرت محافظة القدس من أن نحو 7 آلاف فلسطيني من سكان البادية يواجهون خطر التهجير القسري بسبب تنفيذ المخطط. وفي المقابل، اعتبر رئيس مجلس مستوطنة معاليه أدوميم أن المشروع سيقضي على حلم الدولة الفلسطينية، مؤكداً أنهم "لن يخضعوا للانتقادات الدولية" وأن "تغيير الواقع على الأرض هو الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل".

وقد قوبل المخطط بمعارضة واسعة من الاتحاد الأوروبي والدول العربية والإسلامية، إضافة إلى تحفظات أمريكية متكررة. واعتبرته السلطة الفلسطينية "إعلان حرب على حل الدولتين وتدميراً لأي عملية سلام مستقبلية"، مؤكدة أنه يتجاهل القرارات الدولية التي تعتبر الاستيطان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد