صحفية كندية تستقيل احتجاجًا على خيانة غزة

mainThumb
الصحفية الكندية فاليري زينك

26-08-2025 11:46 AM

السوسنة - في خطوة احتجاجية لافتة هزّت الأوساط الإعلامية الدولية، أعلنت الصحفية الكندية البارزة فاليري زينك استقالتها من المؤسسة الإعلامية التي تعمل بها، متهمة إياها بـ"خيانة الصحفيين في غزة"، ومؤكدة أنها لم تعد قادرة على الاستمرار في العمل "بضمير حي" مع جهة كان لها دور في مقتل زملائها، بحسب تعبيرها.

وجاء إعلان الاستقالة عبر تغريدة نشرتها زينك على حسابها في منصة "إكس"، لاقت تفاعلًا واسعًا وأعادت تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، لا سيما في قطاع غزة، حيث تتصاعد الاتهامات للمؤسسات الإعلامية الغربية بالتواطؤ أو الصمت تجاه الانتهاكات التي تطال الصحفيين الفلسطينيين.

وقالت زينك في تغريدتها التي انتشرت بسرعة كبيرة: "لا أستطيع بضمير حي أن أواصل العمل مع مؤسسة خانت الصحفيين في غزة، ولها يد في اغتيال 245 من زملائنا!"، في إشارة إلى العدد الكبير من الصحفيين الذين قضوا خلال تغطيتهم للحرب المستمرة منذ نحو عامين، وهو رقم يفوق ما شهدته أي منطقة نزاع أخرى في التاريخ الحديث.

وتكمن أهمية موقف زينك في أنه يتجاوز مجرد الاستقالة، ليشكل إدانة أخلاقية صريحة لمؤسستها، التي لم تسمّها صراحة في التغريدة، لكنها اتهمتها بالتخلي عن الصحفيين في غزة، وعدم توفير الحماية الكافية لهم، بل وتبني روايات إعلامية تبرر استهدافهم، وهو ما وصفته بـ"الخيانة".

أما الاتهام الأخطر فكان "التواطؤ"، حيث ألمحت إلى أن المؤسسة ساهمت بشكل غير مباشر في خلق بيئة تسمح باستهداف الصحفيين دون محاسبة.

وتعيد هذه الاستقالة الجريئة فتح النقاش حول الأزمة العميقة التي تعيشها الصحافة في مناطق النزاع، وتحديدًا في غزة، حيث تتوالى التقارير عن استهداف ممنهج للصحفيين.

وقد حذرت منظمات دولية معنية بحرية الصحافة، مثل "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين"، من أن ما يجري في غزة يرقى إلى مستوى "جرائم حرب"، مطالبين بآليات حماية دولية ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات.

وتبقى خطوة فاليري زينك بمثابة صرخة ضمير قد تلهم صحفيين آخرين داخل المؤسسات الإعلامية الدولية لاتخاذ مواقف مماثلة، وتزيد من الضغط على تلك المؤسسات لمراجعة سياساتها التحريرية ومواقفها الأخلاقية تجاه ما يحدث على الأرض في فلسطين، في ظل استمرار الحرب وتزايد عدد الضحايا من الصحفيين والمدنيين على حد سواء.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد