موظفو الذكاء الاصطناعي .. حين يُستبدل التفكير بنسخ الإجابات!

mainThumb

11-09-2025 10:54 AM

رغم أن الذكاء الاصطناعي بادواته المختلفة تفتح أبواباً واسعة للإبداع والسرعة في الإنجاز، إلا أن الاستخدام المفرط لها دون تمحيص أو مراعاة لخصوصية المؤسسة والبيئة المحيطة يطرح إشكالات عديدة. فلم يعد مستغرباً أن ترى موظفاً يفتح "شات جي بي تي" قبل أن يفتح ملفاته الخاصة، ولا أن يُسلّم تقريراً أنيقاً لم يكتب فيه سوى اسمه. الذكاء الاصطناعي أصبح عند البعض بديلاً عن التفكير لا مساعداً له.
الأخطر أن هذا النهج يكرّس ثقافة "الجاهز والمعلّب"، حيث يُختزل العمل المؤسسي في مجرد طلب نصوص أو أفكار خارجية، دون تطوير أدوات داخلية للتفكير الجماعي وصناعة القرار وبما يتناسب مع طبيعة عمل وظروف المؤسسة. ومع مرور الوقت، قد تجد المؤسسات نفسها محاطة بأوراق جميلة، لكنها بلا جذور في أرض الواقع.
المشكلة ليست في الأداة، بل في طريقة الاستخدام. فالمؤسسة لها بيئة وظروف وتشريعات، وما يكتبه الذكاء الاصطناعي من محتوى او انتقاد لاي شيء قد يكون بعيداً عن واقعها كل البعد. ومع ذلك، يكتفي الموظف بالنسخ واللصق وكأن الإبداع اختُزل في "ضغط زر".
بهذا السلوك، يتحول العمل المؤسسي إلى فنيات جميلة المظهر فارغة المضمون. نصوص عامة لا تحل مشكلة، ولا تراعي سياقاً، ولا تبتكر حلولاً. الأخطر من ذلك أن الموظف يفقد تدريجياً مهارته في التحليل وصياغة الرأي، ليصبح مجرد وسيط بين البرنامج والمدير.
الذكاء الاصطناعي ليس عدواً، لكنه أيضاً ليس عصاً سحرية. هو أداة يمكن أن تفتح آفاقاً واسعة، بشرط أن تُستخدم بعقل واعٍ يضيف ويُعدل ويُكيّف. أما الاعتماد الأعمى عليه، فليس إلا وصفة لتعطيل العقول وتبديد خصوصية المؤسسات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد