عودة صوت الإنسانية من خلف جدران الصمت

mainThumb

27-10-2025 10:43 PM

إطلاق سراح مهدية اسفندياري، عودة صوت الإنسانية من خلف جدران الصمت

في اليوم الذي انهارت فيه جدران السجن الفرنسي للحظة من وطأة الصمت، عادت مهدية اسفندياري، الباحثة الإيرانية، إلى أحضان السماء بعد 230 يومًا من السجن لدفاعها عن مظلومية الشعب الفلسطيني. بكرامة امرأة أيقظت صوت ضمير العالم.
لم تكن سجينة، بل كانت رسالة.
لم تكن مُدانةً، بل كانت مرآةً للحقيقة التي حاول العالم تجاهلها.
في الأيام التي أصبحت فيها الكلمات جريمة، والتعاطف مع المعاناة ذريعةً للسجن، صمدت مهدية. بمفردها، غير منزعجة، بروح التحدي وبقلمٍ يكتب عن آلام الشعب الفلسطيني، وبنظرةٍ تتجاوز الحدود الوطنية.
هذه الحرية ليست حرية شخصٍ فحسب:
- هذه هزيمةٌ للجدران التي سعت إلى إسكات الضمير.
هذا انتصار صوت النساء الأحرار اللواتي يعشن في عالمٍ غارقٍ في الرقابة، ما زلن يكتبن، ويفهمن، ويصمدن ويتحدون كل الحواجز.
هذا تذكيرٌ بأنه حتى في قلب أوروبا، يُمكن سجن الحقيقة، لكن لا يُمكن اسكاتها وهزيمتها.
بخطواتٍ بطيئةٍ وثابتة، خرجت مهدية من السجن؛ ليس كضحية، بل كرمز لشخصٍ تجاوز حدود العرق والدين والسياسة ليقول: "المعاناة الإنسانية لا تعرف حدودًا".
والآن، على العالم أن يُجيب:
هل حرية الفكر مجرد شعار؟
هل الدفاع عن المظلوم جريمة؟
هل على نساءٍ مثل مهدية أن يدفعن ثمن ضميرهن؟
في صمت السجن العميق، كانت صوت ملايين الناس.
وعند إطلاق سراحها، على العالم أن يُنصت.
ليس لصوتها فقط، بل لصوت كل من لا يزالون خلف جدران السجن دفاعا عن الحق والحرية ووقوفا مع المظلوم اينما حل وارحل.
هذه الحرية هي البداية. وليست النهاية.
بدايةٌ لعودة البشرية إلى الحوار العالمي. وستظل مهدية تكتب. ستظل واقفة. ستظل كذلك حتى يأتي الله بالفرج وحتى يرث الله الأرض ومن عليها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد