البربيطة هزمها العطش
كتب نادر خطاطبة - لم تكن مشكلة اختلاط مياه الشرب بالأتربة في قرية البربيطة في محافظة الطفيلة، لتطفو على السطح مجددا، لولا تدخل مؤثّر إماراتي كان ينوي – قبل أيلول الماضي – توزيع قرطاسية على الطلبة، غير أن الصدمة كانت حين اكتشف أن مطلب الطلبة وذويهم الاول، لم يكن حقيبة مدرسية ومستلزماتها، بل ماء صالح للشرب… ولا شيء غير الماء.
الرجل تابع مشهده الإنساني مع الأهالي، ووفّر لهم صهاريج مياه كحلّ مؤقت، وتواصل مع وزارة المياه والري التي أبدت يومها اهتماماً ووعدت بحلول، بل طلبت إطلاعها على تفاصيل دعمه، بعدما أعلن استعداده لتمويل نظام فلترة للمياه، لكن منذ ذلك الوقت لم يصله أي رد، وفشلت كل محاولاته لاحقا في الوصول للوزارة، رغم ان وزيرها تواصل معه شخصيا، في البدايات، وسكّن المشكلة ابتداء، لينساها على ما يبدو لاحقا، بحكم المشاغل .
حادثة او مشكلة مياه البربيطة، ليست عابرة، فهي حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المشكلات التي ولّدها الفقر المدقع، الذي ينهش البلدة منذ سنوات، ووثّقته من قبل عدسة الزميل المصوّر الصحفي محمد القرالة، من زوايا توثيق بصري عديدة، والصور شاهدة على محركات البحث ومواقع اخبارية منذ اعوام، لكن لا احد من الرسميين التفت اليها .
لعلّ أشهر تلك الصور التي التقطتها عدسة القرالة ( مرفقة مع النص )، صورة الطفل الذي خرجت أصابع قدميه من حذائه الرياضي الممزّق، وقدر لها ان تنال عبر لجنة خبراء بالإعلام، جائزة الراحل الملك الحسين للإبداع الصحفي عام 2016 التي تمنحها نقابة الصحفيين، وحينها تبرّع القرالة بقيمتها – ثلاثة آلاف دينار – لأهالي القرية، علّه يحرّك ساكنا في الجانب الرسمي، لكن هيهات، فبعد عشر سنوات، ما تزال الحكاية نفسها تتكرر.
الحديث عن البربيطة يجرّ خجلاً يصعب إخفاؤه، ولذلك الامر لا يستحق الوقوف أمام ردود وتوضيحات القسم الإعلامي في وزارة المياه، التي ظهرت عبر برنامج الزميل عامر الرجوب في إذاعة "عين"، تلك الردود التي بدت أقرب إلى "سوالف الحصيدة" منها إلى خطاب مؤسسة تحترم نفسها، فالمسألة لم تعد تحتمل تبريرات، بل تكشف خِزيا مؤسسيا مؤلما نراه في كل تفاصيل القضية.
وتجاوز ردود وزارة المياه، يستدعي الإشارة والاشادة، بمبادرة شركة الفوسفات القريبة من البلدة، التي أعلنت تكفّلها بتوفير نظام تزويد للمياه ومعالجة المشكلة أيّا كانت كلفته، بعدما عجزت الحكومة عن شراء فلتر لا تتجاوز قيمته عشرة آلاف دينار، كحل آني، وماطلت في قبول تبرّع المتبرّع الإماراتي لتوفيره.
قصة البربيطة لا تنتهي هنا، فالمبادرات الإنسانية التي يقودها الزميل محمد القرالة ضمن "مسار الخير" تكشف الكثير مما يعيشه الناس هناك، ويضاف لها ما سلسلة حكايا رواها أحد معلمي القرية وناشطها الإنساني، المعلم عمر البدور، تكشف عمق الماسي، والقصور الرسمي تجاهها، فتخيلوا أن طلبة القرية لا يعرفون حتى "الفلافل"، لأنها لا تضم محلا واحداً يبيعها بل إنها لا تملك أي مرفق خدمي على الإطلاق، لا بقالة، ولا مطعماً، ولا الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.
اليوم، وبعد طول ترقب وانتظار، تلطف وزير المياه بأن وجّه بإيصال صهاريج مياه صالحة للشرب إلى الأهالي، ريثما تُحل المشكلة جذريا، وهي خطوة متأخرة.. نعم، لكنها أفضل من الغياب الكامل، ومع ذلك، يبقى الأمل بأن لا تكون مجرد "فزعة" تنتهي بعد أيام، ثم نعود للقصة ذاتها بعد أن يوثقها صانع محتوى جديد في عام آخر.
سموتريتش يدعو لإبادة حماس واستعادة الجثامين
الفيصلي يستقبل وفد نادي سلوان المقدسي
انتشار أمني كثيف بسبب حقيبة غامضة في وسط البلد .. تفاصيل
تسليم جثة محتجز إسرائيلي عبر الصليب الأحمر
الأمن الدبلوماسي يتوج ببطولة التايكوندو 2025
2350 اعتداء استيطانيا نفذها الإسرائيليون في تشرين أول
الأسبرين يقلل مضاعفات قلبية لمرضى السكري
ترامب سيلتقي الشرع الاثنين المقبل
الحرب الباردة الجديدة: الصدام بين أمريكا والصين أصبح مسألة وقت لا أكثر
التكنولوجيا ترحب بطلبتها الجدد .. صور
فريق الحسين يتأهل لدور الثمانية ببطولة الكأس
أولى الرحلات العارضة من بولندا تحط بالعقبة
مستوطنون يسرقون ثمار الزيتون في عطارة شمال غرب رام الله
ارتفاع تاريخي لأسعار زيت الزيتون في الأردن .. تفاصيل
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
أمانة عمان لا "تمون" على سائقي الكابسات .. فيديو
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في وزارة التنمية .. أسماء
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
أسرار الحصول على خبز هش وطري في المنزل
التربية: دوام المدارس المعدل الأحد .. والخاصة مستثناة
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
مياه العقبة تحدد أسماء وموعد الامتحان التحريري
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
مأساة سوبو .. ظلم مُركّب في أميركا