أين تتجه البوصلة الأميركية بعد حرب غزة

mainThumb

10-11-2025 10:27 AM

السوسنة - الدول الكبرى "الديموقراطية" لا تجهر بأهدافها التي تتمثل بالسيطرة على موارد الشعوب، لتستأثر بها، وتقصي المنافس الاستعماري، ولأنها ديموقراطية تخجل أن تجهر بأساليبها لمواجهة المنافس الاستعماري، فتوجه الدفة من وراء حجاب، مع أن المنافسة بين فرنسا و أميركا واضحة في المحافل الدولية، وظهرت أكثر في حرب غزة.. وتستطيع القول المقاومة الفرنسية للهيمنة الأميركية..

عندما يحمر والوطيس بين القوى الاستعمارية، عادة ما يظهر تنظيم القاعدة والذي تديره فرنسا لا ليصنع المبرر للوحوش "الديموقراطيين" للدفاع عن الأقليات الدينية حسب زعمهم، بل لينفذ ما تمليه عليه الدولة الاستعمارية الراعية، فيلبس ثوب الاسلام ليوهم الشعوب الغافلة أنه يجاهد في سبيل الله والشعب!!... فقد يظهر التنظيم أحياناً كمليشيات مسلحة تفتك بالمخالف بلا مبرر، سوى أنهم برمجوا على تنفيذ خطط اسيادهم، هذا إذا كانوا في دولة فيها أقليات، أما إذا كان المنافس يحتل البلاد يهاجمونه، ويرفعون شعار التخلص من المستعمر، فيرزح كل الشعب بمختلف أطيافه تحت الاستعمار ويقاسي الجميع من الجوع والفقر والحرمان، حتى يفوز أحد الطرفين، ويسيطر على البلد المستهدف وتستقر له الأمور..
وإن كان البلد المستهدف ذا طيف واحد، تُجند طرفاً آخر من الجيش فيتمرد على الجيش التابع للمنافس وتبدأ الحرب، حرب جيش نظام تابع للمهاجم، ومليشيات تابعة للطرف المدافع عن وجوده الاستعماري، والشعب هو الذي يكتوي بهذه الحرب!!، هذا الأسلوب تتبعه فرنسا وحلفاؤها!! حدث في العراق ويحدث في ليبيا ويظهر الآن بشكل واضح في السودان..


لكن أميركا تغير استراتيجيتها الفاشلة المتمثلة بحشد دول لاحتلال البلد المستهدف كما حدث في العراق، وسبب فشلها أنها كانت تجر معها في الحشد ألد أعدائها، أو تغزو هي بجيشها البلاد المستهدفة كما فعلت في أفغانستان، وهي بذلك تسهل على المنافس التحشيد ضدها وطردها، فعدلت عن هذا الأسلوب منذ ولاية أوباما، وصارت تعتمد على دول أكثرية شعبها مسلم لتقوم بما لا تستطيع هي القيام به لحساسية الموقف ولتقطع الطريق على ألاعيب المنافس..

لذلك فهي تجشد الدول التي تدور في فلكها "تركيا أذربيجان باكستان وقطر" لتنوب عنها، في إنهاء الصراع في السودان، بالقضاء على المنافس الذي تحمل لواءه مليشيات "الدعم السريع" التابع لفرنسا وحلفائها، طبعاً قدمت أميركا ثمناً لذلك، وهو العدول عن المخططات الأميركية في غزة، والتي كانت متفقة مع الكيان لتنفيذها..، ولكن صمود المقاومة أجبرها على تغيير المسار، رغماً عن الكيان، الذي عرف حجمه ودوره..

والسؤال الأخير الذي ينتظر الإجابة مع تطور الاحداث: إذا نجحت أميركا في السودان، هل يمتد تعاون حلفاء أميركا لإخضاع مصر وشرق المتوسط، وشرق البحر الأحمر لاميركا، بمعنى هل سيناريو سوريا سيتكرر في الدويلات العربية؟!
وكيف سيكون الرد الفرنسي وحليفته الصين إذا اطبقت أميركا وأذرعها على الدول العربية التي تتعامل مع فرنسا والصين ؟!
وهل ستستخدم فرنسا القاعدة وميليشاتها وخطابها المتطرف، ام أنها اقتنعت أن اللعبة مكشوفة، ولا حاجة للعب بأوراق مكشوفة، في مسرح مكشوف، والمنافسة مع أميركا أصبحت وجهاً لوجه؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد