ما الفوائد الصحية لزيت جوز الهند؟

ما الفوائد الصحية لزيت جوز الهند؟

24-11-2025 10:16 PM

السوسنة - قال موقع «ميديكال نيوز» إن زيت جوز الهند يُعد من أهم الدهون المستخدمة بالنظام الغذائي في الدول الآسيوية والأفريقية ذات السواحل الطويلة، وذلك بفضل توفر جوز الهند المفيد للغاية في هذه المناطق.

وأضاف أن الدهون تعد جزءاً أساسياً من النظام الغذائي، نظراً لقيمتها الجوهرية بوصفها مكونات هيكلية ووظيفية لأغشية الخلايا، كما أنها تعمل كأنها ناقل للجزيئات القابلة للذوبان في الدهون، مثل فيتاميني (أ) و(د)، ونقطة انطلاق لتخليق الهرمونات.

ومن ناحية أخرى، قد تؤدي النسبة العالية من الدهون في النظام الغذائي إلى السمنة وزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، بل وحتى خطر الإصابة بالأورام الخبيثة.

ويُصنع زيت جوز الهند عادةً عن طريق تجفيف لب جوز الهند، ثم سحقه وعصره في مطحنة لاستخراج الزيت أما الزيت البكر، فيُصنع من خلال عملية مختلفة تتضمن إزالة الطبقة الكريمية من حليب جوز الهند المستخرج من لب جوز الهند المبشور حديثاً.

زيت جوز الهند وأمراض القلب

زيت جوز الهند غني بالدهون المشبعة، ولذلك كان ضحيةً لكثير من المعلومات المضللة لثلاثة عقود أو أكثر.

حيث كان الادعاء السائد هو أن استهلاك الدهون المشبعة يرفع مستويات الكولسترول في الدم، الذي ثبت بدوره أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويرجع هذا إلى تقرير حول خطر الدهون النباتية المهدرجة في أمراض القلب، ولكن تم رفضه لاحقاً على أنه يعود فقط إلى محتوى الدهون المشبعة في هذه الزيوت والدهون، بينما كان السبب الحقيقي هو تكوّن الدهون المتحولة أثناء الهدرجة.

وكان الأساس المنطقي لمثل هذا الإجماع اقتصادياً وليس صحياً، ولكن تم قبول الحملة بوصفها حقيقة في مناطق أخرى من العالم بفضل مشاركة المتخصصين في مجال الصحة والهيئات الحكومية.

ونتيجة لذلك، حتى الدول التي تستخدم زيت جوز الهند منذ مئات السنين والتي كانت نسبة الإصابة بأمراض القلب فيها منخفضة جداً أظهرت انخفاضاً كبيراً في استخدام هذا الزيت الاستوائي.

 

صبي يشرب ماء جوز الهند الطازج في إحدى أسواق بكين (أ.ف.ب) 

زيت جوز الهند: صحي أم ضار؟

بدلاً من أن يُسهم زيت جوز الهند في الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، فقد أثبت تاريخياً قدرته على الوقاية منها، بالإضافة إلى الوقاية من أمراض أخرى مثل السكري والسرطان والأمراض المُعدية.

ومن الحقائق التاريخية أن سريلانكا، التي كان استهلاك الفرد منها 120 ثمرة جوز هند سنوياً، كانت تعاني أيضاً من انخفاض كبير في معدل الإصابة بأمراض القلب كما هو مُسجل عام 1978.

من ناحية أخرى، في الولايات المتحدة، ومع استخدام زيوت الطهي متعددة عدم التشبع وانخفاض استخدام زيت جوز الهند بشكل كبير، ارتفع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار 280 مرة خلال الفترة نفسها.

ومع ذلك، فإن الحملة الشرسة من حملات الصحة العامة حول الآثار الضارة لزيت جوز الهند، والتي نشأت في الغرب، أدت إلى انخفاض ملحوظ وناجح في استهلاك الفرد من جوز الهند في سريلانكا.

ومن المثير للاهتمام أن هذا الاتجاه أدى إلى زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية في هذا البلد، خصوصاً في المناطق الحضرية، حيث استُبدل زيت جوز الهند بشكل كبير بواسطة زيوت أخرى متعددة عدم التشبع، بالتزامن مع زيادة تناول الدقيق المُكرر والسكريات.

وتُنتج الدهون المتحولة عن طريق هدرجة الزيوت النباتية، وترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحصوات المرارة، والخرف الشيخوخي، والعقم، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وغيرها. توجد نسبة ضئيلة من الدهون المتحولة في منتجات الألبان واللحوم (لحوم الأبقار)، ولكن لا يُعرف أنها ضارة بالصحة.

زيت صحي للقلب

يستمد النظام الغذائي الذي يُحسّن صحة القلب والأوعية الدموية 30 في المائة من طاقته من الدهون، وتشكل الدهون المشبعة 10 في المائة من إجمالي الطاقة.

وتتم عملية هضم الدهون في الأمعاء الدقيقة، وتعتمد نسبة امتصاصها على طول سلسلة الأحماض الدهنية.

وترفع الدهون الموجودة في زيت جوز الهند مستوى الكولسترول الكلي، لكنها تزيد أيضاً من حجم جزيئات الكولسترول، مما يجعلها أقل ضرراً على القلب كما أنها تزيد مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة بشكل غير متناسب، مما يُقلل أو يُبقي خطر الإصابة بالنوبات القلبية منخفضاً كما أنها تُحسّن حساسية الإنسولين، وتُحافظ على مستويات السكر في الدم طبيعية، وتمنع تراكم الدهون حول الأعضاء الحيوية.

نشاط مضاد للعدوى

أثبت زيت جوز الهند نشاطاً مضاداً للفيروسات مثل الإنفلونزا، وفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، ومسببات الأمراض الأخرى، نظراً لوجود الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة، التي تُدمر سلامة الأغشية الفيروسية وتمنع تراكمها. وبالتالي، قد يُمثل زيت جوز الهند طريقةً أقل تكلفةً لمكافحة العدوى في المناطق النامية من العالم.

علاوةً على ذلك، أظهرت الدراسات المخبرية أن حمض اللوريك له تأثير مضاد للسرطان ما يعزز موت الخلايا المبرمج في خلايا سرطان القولون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد