تقرير يكشف تفاصيل عن اغتيال إسرائيل لـ"الطبطبائي"

تقرير يكشف تفاصيل عن اغتيال إسرائيل لـ"الطبطبائي"

25-11-2025 10:31 PM

السوسنة - ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، "سبب" اغتيال إسرائيل للقيادي الكبير في "حزب الله" هيثم الطبطبائي، الأسبوع الماضي، بغارة جوية استهدفت شقة سكنية بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وحسب "وول ستريت جورنال"، أمضت إسرائيل عقدا من الزمان في محاولة قتل هيثم علي الطبطبائي، إلى أن عثرت على هذا القائد العسكري الأبرز في "حزب الله" نهاية الأسبوع في شقة بالضاحية الجنوبية لبيروت.

ووفق "وول ستريت جورنال"، فإن هذا القيادي—المولود لأم لبنانية وأب إيراني— "تدرج في الرتب وساعد في بناء شبكة الفصائل الأوسع التابعة لطهران المحيطة بإسرائيل، وقاد قوات الجماعات اللبنانية في سوريا، وتم إرساله إلى اليمن للمساعدة في تدريب الحوثيين".

وأشارت إلى أن مهمته الأخيرة كانت "إعادة بناء حزب الله نفسه بعد الضرر الذي لحق به في حرب دامت شهرين مع إسرائيل قبل عام"، وأن "هذا هو الدور الذي أدى في النهاية إلى مقتله".

وفي عملية قال مسؤول عسكري إسرائيلي إنها سُميت "الجمعة السوداء" (على اسم يوم التسوق الذي يلي عيد الشكر)، حددت إسرائيل مكان الطبطبائي وضربت المبنى بصواريخ أُطلقت من طائرة F-15. وكان الهدف من الضربة هو "تقويض جهود المجموعة لإعادة البناء، ولكنها كانت أيضا رسالة".

وفي هذا الصدد، صرح يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، قائلا: "إنها رسالة إلى جميع قادة حزب الله وحكومة لبنان. لقد وعدوا بنزع سلاح حزب الله، ولم يفعلوا. عليهم أن يفهموا أنه إذا لم يفعلوا ذلك، فإن إسرائيل ستقوم به".

وصعدت إسرائيل والولايات المتحدة الضغط على الحكومة اللبنانية بشأن تعثر جهود نزع سلاح" حزب الله"، مما أثار مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر عاما وعودة البلاد إلى الحرب.

منذ الموافقة على إنهاء حرب العام الماضي، أصرت إسرائيل على حريتها في العمل ضد "حزب الله" أو المسلحين الآخرين. ووفقا لشركة بيانات النزاعات "أكليد" (Acled)، ضرب الجيش الإسرائيلي أهدافاً في لبنان أكثر من 1500 مرة منذ بدء وقف إطلاق النار.

من جهته، يؤكد "حزب الله" اللبناني وسلطات بيروت أنهم التزموا بما يخصهم باتفاق وقف إطلاق، فيما استمرت الخروقات الإسرائيلية، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات، بعد سريان الاتفاق في نوفمبر 2024.

وفيما يشهد الصعيد الداخلي اللبناني توترا كبيرا، عقب إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام سابقا تسليم الجيش مهمة وضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحلول نهاية العام الحالي، أكد "حزب الله" إن قرار الحكومة نزع سلاح المقاومة "مخالفة ميثاقية واضحة وسنتعامل معه كأنه غير موجود" مؤكدا أن المحافظة على قوة لبنان هي من الإجراءات اللازمة.

ويُلزم لبنان بموجب شروط وقف إطلاق النار بنزع سلاح "حزب الله" في الجنوب قبل توسيع الجهد ليشمل البلاد بأكملها، وفقا لاتفاق سابق. وقد تمسك الحزب بموقفه، و"عمل بثبات على إعادة تشكيل صفوفه، مجادلا بأنه يحتاج أسلحته للدفاع عن سيادة لبنان"، وفق الصحيفة.

وجاء في التقرير أن "الطبطبائي كان عنصرا حاسما في تلك الجهود، حيث كان يدير العمليات العسكرية كأحد كبار قادة "حزب الله" المتبقين بعد أن اغتالت إسرائيل كادره القيادي الأقدم".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب قولهم إن "الطبطبائي ركز بسرعة على تعزيز قوات حزب الله في جنوب لبنان، ووجه المقاتلين للعمل في خلايا صغيرة لزيادة قدرتهم على النجاة في صراع مستقبلي مع إسرائيل".

وأفاد مسؤولون عرب وإسرائيليون، حسب الصحيفة، بأن "جهوده ساعدت حزب الله إلى حد بعيد في تعويض أكثر من 2500 مقاتل خسرهم الحزب خلال الحرب".

وقال المسؤولون العرب إنه "وقت وفاته، كان يعمل على ترسيخ نظام يقوم فيه قادة الوحدات بتدريب بدلاء محتملين حتى لا يُشل المقاتلون عند مقتل قادتهم كما حدث في الخريف الماضي".

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن معلومات استخباراتية عربية وإسرائيلية تُظهر أن "حزب الله يعيد تخزين الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، والمدفعية. وتأتي بعض هذه الأسلحة عبر الموانئ البحرية وطرق التهريب التي ضعفت ولكنها لا تزال تعمل عبر سوريا أو يتم تصنيعها بواسطة حزب الله نفسه".

وصرح عميدرور، الذي يعمل حاليا زميلا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي ومقره واشنطن: "لقد كان [الطبطبائي] رأس كل هذه المحاولات. حاولوا التهريب من سوريا، وحاولوا إعادة بناء المنشآت في لبنان، وتدريب مجندين جدد. كل ذلك كان تحت قيادته وسيطرته".

ووفقا لمركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث والتعليم، نجا الطبطبائي في يناير 2015 من ضربة إسرائيلية في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، قرب قرية حضر.

وكتب مركز ألما أنه بعد استهدافه في سوريا، ذهب الطبطبائي إلى اليمن، حيث ساعد في تدريب الحوثيين. وعاد إلى لبنان قبل عدة سنوات.

وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية الطبطبائي كـ"إرهابي عالمي" محدد بشكل خاص، وعرضت في عام 2018 مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد