صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، بين يدي القارئ، اليوم الثلاثاء، معلومات مهمة عن عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، والتي تُعدّ مؤشرًا مهمًا على صحة المرأة العامة وصحة الجهاز التناسلي بشكل خاص.

وتوضح نشرة المعهد متى تكون فيها الدورة الشهرية غير منتظمة، وأسباب عدم انتظامها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى كيفية التشخيص، والحالات التي يجب معها مراجعة الطبيب، وطرق العلاج، ونصائح مهمة للنساء.

عندما تكون الدورة منتظمة من حيث التوقيت، والمدة، وكمية النزف، فإن ذلك غالبًا ما يعكس توازنًا هرمونيًا ووظيفة مبيضية سليمة. إلا أن العديد من النساء يعانين في مراحل مختلفة من حياتهن من عدم انتظام الدورة الشهرية، وهو أمر شائع لكنه قد يثير القلق، خاصة إذا استمر لفترة طويلة أو ترافق مع أعراض مزعجة.

** ما المقصود بعدم انتظام الدورة الشهرية؟
تُعرف الدورة الشهرية بأنها غير منتظمة عندما:
- تأتي بفواصل زمنية غير ثابتة (أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا).
- تغيب لعدة أشهر متتالية.
- تكون مدة النزف قصيرة جدًا (أقل من يومين) أو طويلة (أكثر من 7 أيام).
- تكون كمية النزف شديدة جدًا أو قليلة جدًا مقارنةً بالمعتاد.
- يحدث نزف بين الدورات.
من المهم الإشارة إلى أن عدم انتظام الدورة قد يكون طبيعيًا في بعض المراحل العمرية، مثل فترة المراهقة أو ما قبل سن اليأس، لكنه في حالات أخرى قد يدل على مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي.

** الأسباب الشائعة لعدم انتظام الدورة الشهرية
تتعدد أسباب اضطراب الدورة الشهرية، ومن أبرزها:
1 - الاختلالات الهرمونية
تلعب الهرمونات، خاصة الإستروجين والبروجستيرون، دورًا أساسيًا في تنظيم الدورة. أي خلل في توازن هذه الهرمونات قد يؤدي إلى اضطراب الدورة.
2 - متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
وهي من أكثر الأسباب شيوعًا، وتتميز بعدم انتظام الإباضة، زيادة هرمونات الذكورة، وظهور أعراض مثل حب الشباب وزيادة نمو الشعر.
3 - الضغط النفسي والتوتر
يؤثر التوتر الشديد أو المزمن على منطقة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم الهرمونات، مما قد يؤدي إلى تأخر أو غياب الدورة.
4 - تغيرات الوزن المفاجئة
النحافة الشديدة أو السمنة قد تؤثران على الإباضة وانتظام الدورة، خاصة عند وجود اضطرابات غذائية أو نمط حياة غير صحي.
5 - اضطرابات الغدة الدرقية
قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تغيرات واضحة في نمط الدورة الشهرية.
6 - الرضاعة الطبيعية والحمل
من الطبيعي غياب الدورة خلال الحمل، وقد تتأخر عودتها خلال فترة الرضاعة بسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين.
7 - استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية
قد تسبب بعض الوسائل الهرمونية عدم انتظام مؤقت في الدورة، خاصة في الأشهر الأولى من الاستخدام.
8 - أسباب أخرى
مثل الأورام الليفية في الرحم، الالتهابات، أمراض مزمنة، أو استخدام بعض الأدوية.

** الأعراض المصاحبة لعدم انتظام الدورة
قد يصاحب عدم انتظام الدورة الشهرية مجموعة من الأعراض، تختلف حدتها من امرأة لأخرى، ومنها:
- آلام شديدة في أسفل البطن أو الظهر.
- نزف غزير أو متكرر.
- تعب وإرهاق عام.
- تقلبات مزاجية واكتئاب.
- صداع أو دوخة.
- أعراض هرمونية مثل حب الشباب أو زيادة الشعر في أماكن غير مرغوبة.
- صعوبة في الحمل في بعض الحالات.

** متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- انقطاع الدورة لأكثر من ثلاثة أشهر دون وجود حمل.
- نزف شديد يستدعي تغيير الفوط الصحية بشكل متكرر.
- نزف بين الدورات أو بعد الجماع.
- ألم شديد غير معتاد.
- عدم انتظام الدورة مع الرغبة في الحمل.
- ظهور أعراض أخرى مقلقة مثل فقدان الوزن غير المبرر أو تساقط الشعر الشديد.

** كيف يتم تشخيص الحالة؟
يعتمد التشخيص على:
- أخذ تاريخ طبي مفصل.
- الفحص السريري.
- تحاليل هرمونية (مثل هرمونات الغدة الدرقية، المبايض، والبرولاكتين).
- تصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند).
- أحيانًا فحوصات إضافية حسب الحالة.

** طرق العلاج
يعتمد علاج عدم انتظام الدورة الشهرية على السبب الأساسي، وقد يشمل:
- تنظيم الهرمونات باستخدام أدوية مناسبة.
- علاج اضطرابات الغدة الدرقية.
- تحسين نمط الحياة من خلال التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، وتقليل التوتر.
- علاج متلازمة تكيس المبايض ببرامج متكاملة.
- معالجة أي التهابات أو أمراض مصاحبة.
في بعض الحالات، قد لا يحتاج عدم انتظام الدورة إلى علاج دوائي، خاصة إذا كان بسيطًا أو مؤقتًا.

** نصائح عامة للحفاظ على دورة شهرية صحية
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام دون إفراط.
- تجنب التوتر والضغط النفسي قدر الإمكان.
- المتابعة الطبية الدورية، خاصة في حال وجود أعراض غير طبيعية.