حرب .. وخيام

mainThumb

12-06-2013 03:16 PM

 هروب.. احتماء.. لجوء.. وماذا بعد..؟ شهدنا بأرض الاردن أنواع متنوعة من اللجوء السياسي، والديني، والانساني.. نتوه بين خطوط مظلة واحدة، ولكن الإختلاف يمكن بالألوان.. تتنوع حكايا العرب كما تتنوع بذور الخوخ، ولكن الثمرة واحده؛ هذا حالنا.

 
 
خيام ومخيمات تلد وتلفظ أعداد هائلة من ضحايا الحروب ابتدأنا بالنكبة 1948، وتلتها النكسة 1967، ومجزرة حماة 1982، ثم حرب العراق مع الكويت في عام 1990، والغزو الامريكي للعراق عام 2003، وثورة ليبيا عام 2011... ومحطتنا التالية كانت بالثورة السورية التي اشتعلت في 26 فبراير 2011 أبتداءً من درعا، فحمص، فدمشق وهلم جراً أيها الأحرار.
 
 
القطار يعبر المحطات بتسلسل متتالي، وفي كل محطة نقف وقفة طويلة بعض الشيء مقارنتا مع سابقتها، تمضي عجلات الخراب كنواعير مياه مدينة حماة؛ فيها أجمل النواعير وأضخمها كضخامة الثورة السورية.. مغرية بالبداية وتهدف للاصلاح كستر للدمار والخراب.. حال بأس مانعانيه بالأردن بالنسبة لأمر اللجوء، فبتنا لا نستطيع النوم بالفراش نظراً لأحوالنا ومانعانيه من ضغوط نفسيه، وعقلية، وما انتشر بأرضنا من خراب وبطالة ودمار. 
 
 
ربما هم لاجئون، ولكن ليست لهم الاولوية..! مُنح السوريون بأردننا أولويات وعطاءات وتخفيضات، ونحن أبناء البلاد محرومون من السلعات والعطاءات وليس لنا أدنى حق بالمطالبة ولو على سبيل المثال (بدعم المحروقات).
 
 
وتبعناها بأولوية السكن، وبتنا ندرك كشعب طمع مالكي المنازل بتأجير شققهم للعائلات السورية مقابل عشرون أو ثلاثون دينار زيادة على أجرتهم الحالية.
 
 
فتبعتها تفضيل أيادي العمال السورين وأعتزال أبنائنا العاميلن.. لاي مهوى نريد إيصال هؤولاء الشباب للبطالة، فالدمار، فالفناء.. مهما كانت أجرت السوري زهيدة، فلن يخلص كأبن الاردن في عمله فالبلد ليس له.. ولا هو من صلبها.. وعمارها ليس من أهم دوافعه.. رفقاً بشبابنا المكنوزون، و تحسينا لشعار العاملون.. 
 
وكما يقال:
 
أميل مع الرفاق على ابن آمي                          واحمل للصديق على الشقيق
 
 
ثورة السورين أشبه بتقليع الأضراس خوفاً من الألم، وتكبل الهرب خوفاً من الرصاص.. نجهد بتأمين رمق أخوتنا في كافة أنحاء العالم مع أننا فقراء وكما يقول المثل (ربما أتينا جميعنا على متن سفن مختلفة، لكننا في القارب ذاته الآن).. تتعد الثورات العربية ولكن الأردن وشعبه واحد.. أملنا كأبناء أمة واحدة أن يعم الأمن والسلام كافة أرجاء العالم، ويبقى كل عربي سواء كان أردني أو فلسطيني، سوري او لبناني،  تونسي او ليبي،  جزائري أو مصري.. عزيز في وطنه وبين أبناء قومه.
 
 
raboshql@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد