مسيحُ دمشق المنتظر بعد الغزل الإيراني لأمريكا!

mainThumb

21-09-2013 11:23 AM

مهما إنقشعت الغمامةُ والسُحُبٌ عن فضاءات القارات والأقاليم، ظلّ الغموضُ سيد الموقف، بل عاد وانقشع الغموض كنجمة السماء بفضاءات دمشق وطهران.! الإيرانيون جنبنا جغرافياً، لكنهم ظلّوا دائماً خارج المنال العربي، وأحسن قائلٌ فيهم: (إنهم كالظلّ كلما جريت خلفه جرى عنك، وكلما جريت عنه جرى خلفك.!) ..  وقائلٌ آخرٌ أحسن القول من الأول: ( أن إيران بوسط العرب، لكنها قبلت الإسلام ولم تقبل العروبة.!) .. بينما السوريون في الصميم قلباً وشراييناً، لكن البعث العربي الإشتراكي حزبٌ نعرته هى الأخرى ظلّت غامضة وغريبة عن العرب والإسلام، رُفعت تارةً بمحاربة الإسلام بإسم العروبة، ثم عادت تارةً تغزو العروبة بإسم الإسلام، وتارةً تهجو العجم بإسم العرب، وتارةً تلتحق بالعجم لقتل العرب، وتارة تتكاتف ببعضها البعض لتقتل بعضها البعض ثم تدفن نفسها بنفسها.!

الأرضُ هذا الكوكب الجميل الذي يسكنه الإنسان والحيوا نُ معاً، يعطينا احصائية عن الإنسان لمحة بلمحة، عن الوفيات والمواليد، فنعرف عدد سكان العالم تجاوزوا 7.180 مليار إنسان، ولكن لا نعرف ذلك عن الحيوان، فلا ندري كم في هذه الدنيا بين صحاريها وغاباتها وبرورها وبحارها من حيوان؟ وكم مات وكم لد؟ .. الا أننا نعرف ان الكلب لايأكل الكلب ولا القطة تأكل القطة ولا حتى الأسد يأكل الأسد أو الذئب يأكل الذئب، بينما الأنسان أدركناه يأكل لحم أخيه وإبن عمه الأنسان، كما يأكل لحم زميله الحيوان، بل والنباتيون منهم يأكل حتى طعام الحيوان.

وفي قائمة طعام الانسان والحيوان لم نقرأ يوما، ولم نكن نسمع قبل اليوم عن غاز الخردل، وفي وكس والسارين.! .. وكانت كلمة (دمشق) لصيقة بذاكرة الإنسان العربي الذي يقرأ ويكتب، انها عاصمة العلم والنور والثقافة تعلمنا القراءة، صحيح نحن أمةُ إقرأ لكننا أمةٌ لا تقرأ .. لكن القارئ العربي في قراءاته مدانٌ لعواصم أربع، ما من كتاب في المكتبات العربية ترفعه وتقلب الغلاف والا وتجد خلفه (طُبع في بيروت، طبع في القاهرة، طبع في دمشق وطبع في بغداد) .. إذن إفهموا يا قرّاء العرب، هناك من يسعى لإحراق تلك العواصم بغازات سحرية، قد تبقى غير مرئية لكنها قد تفوق كل من الخردل والسارين وغيرها، إذ المتتبع بعين البصيرة يدرك ان تلك العواصم كلها مضبّبة بغازات من نوع وآخر.!

ترى لماذا قدمت دمشق قائمتها الكيمياوية في لاهاي بعد ان دخلت عنق الزجاج، ولم تقدمها قبل ذلك برحابة صدر إلى العواصم العربية من بيروت الى القاهرة، ولماذا هذا الإصرار السوري على قتل السوريين، ألا تتوقعون ان التنازلات العربية اسهل بكثير من اللاعربية، تجربتنا عبر التاريخ انه إذا جلس عربي بجوار ابن عمه العربي، وحاوره وعانقه وسامحه واستسمحه، لحصلت هناك تنازلات كثيرة وتوافقات اكثر، وهذا ما لم ترده دمشق منذ سنتين ونصف، صدقوني كان الأمر أسهل على سوريا مواجهة وتخلصا مما قد تواجهه الأسبوع القادم مع المجلس التنفيذي لمنظمة الأسلحة الكيمياوية الذي يضم 41 عضواً لمراجعة المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية، والتاريخ يعيد نفسه بسهولة لو أن صدام حسين سحب جيوشه من الكويت لحصلت غير ما حصل ولازال يحصل لبغداد، وان حسني مبارك لو مشى على رجليه الى ميدان التحرير وصافح أبنائه الشباب لحصل غير ماحصل ولازال يحصل للقاهرة، بل ولعلّ أبنائه الشباب مشواخلفه يهتفون بحياته بإسم مصر، لأننا نعرف طيبة المصريين.. وهذا ما لم يرده بشار الأسد لنفسه، مقتنعا ان الحياة تأتيه من وراء الحدود من موسكو وطهران.!

وما يقوله الخبراء أمنيون إن سوريا تمتلك نحو 1000 طن من غازات الخردل وفي.إكس لأشارة واضحة لتكرار تلك الأسطوانة التي غُرّدت فوق بغداد بحجّة أسلحة الدمار الشامل، وان  دمشق كلما تقاعس عن الإفصاح، لأعطت  ذريعة أقوى للقوى العالمية للتحرك من خلال مجلس الأمن، وان الإعتماد الكلي على موسكو وطهران، عُلبة فاسدة كادت تنتهي صلاحيتها إن لم تنتهي فعلا، إذ طهران (الروحاني) في غزل دبلوماسي للبيت الأبيض، وموسكو ليست لدمشق من أجل دمشق، قدرما هى للإيحاء العالمي بأن هناك واشنطن فهناك موسكو، وقد لاتطول هذه الترنيمة الروسية السورية لبشار وحده، إذا ضمنت موسكو مصالحها دون بشار بل ودون دمشق.

لا أفهم هذا الإصرار على الرئاسة في عاصمة سوف تكون فيها وحدك، وان اعددت نفسك للرئاسة بسباق الانتخابات من جديد، فإنه كالحصان الذي يجري في حلبة السباق لوحده، فيطلع الأول، لأنه لم يكن هناك ثان وثالث ورابع .. ما رأيك بدل ان تجر الحصان ذاته بإرسال الدبابات ذاتها والصواريخ ذاتها، تهبط الأرض السوري، وتمشي عليها بكعب نعليك تجاه كل الشعب السوري بباقة ورد وقصيدة إعتذار وطاحونة إعادة البناء، وأحبولة التصالح، وحزام التآزر، وآيات (أمرهم شورى) .. ألا تعتقد بذلك ستبقى مواطنا سوريا كريما محببا للشعب السوري تزرع معه وتحصد معه الحرث والنسل بدل ان تحرق الحرث والنسل بنفسك لنفسك.!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد