قادمون ياموصل - هادي جلو مرعي

mainThumb

25-02-2015 10:13 AM

كان لافتا تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برفضه أي إتهامات للحشد الشعبي الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية ضد تنظيم داعش الإرهابي، فهو يعد هولاء السياسيين الذين ينتقدون الحشد ويتهمونه بالتجاوز على المواطنين في المناطق المحررة بعدم الفهم والقدرة على العمل السياسي المتوازن، وفي المقابل فإن القوى السياسية التي تنتقد الحشد الشعبي تركز على إتهامات مقابلة للحشد الشعبي في المدن السنية، وهي تعد العبادي غير قادر على الإيفاء بإلتزاماته السياسية ووعوده التي قطعها للفرقاء السياسيين في الفترة التي إتفق الجميع فيها على التخلص من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي شهدت فترته أزمات عديدة لعل أبرزها دخول التنظيم المتشدد الى الموصل في حزيران من العام الماضي.

كل ذلك لم يثن (الحكومة والقوات الرسمية والحشد الشعبي والبشمركة والعشائر السنية والصحوات) عن قرار تحرير الموصل في وقت لاحق من العام الجاري الذي يشهد تحضيرات مكثفة من قبل بغداد وواشنطن، وكان اليومان الماضيان شهدا أعنف حملات قصف على مواقع داعش في الموصل، لكن لاتبدو الأمور جيدة لدى الجميع فمصادر في وزارة الدفاع العراقية ترى إن التحضيرات غير موائمة، وإن واشنطن تبالغ في التقدير لما تمتلكه القوات العراقية من قدرة برغم إن مسؤولين عراقيين يرون إن تحرير المدينة الشمالية سيكون بأيد عراقية، وسيقتصر دور قوات التحالف على تقديم الدعم اللوجستي والضربات الجوية المركزة، وهو ما بدا مؤثرا بالفعل في الفترة الماضية التي شهدت إبعاد خطر التنظيم عن كركوك وأربيل والمدن المحيطة ببغداد حتى صار عناصر داعش يتلقون الضربات وهم أقرب الى حال الإنهيار المالي والعسكري بعد سقوط المئات منهم قتلى وتكثيف الضربات الجوية والحشد الدولي.

قادمون يا موصل هتاف يطلقه أبناء المدينة الذين أضطروا للمغادرة والسياسيون الذين لم يعودوا يستطيعون العودة الى ممثليهم الذين إنتخبوهم ومنحوهم الثقة، بينما يترتب على الأمر تغيير في المعادلة السياسية ومحاولة للتخلص من الإرهاب والعنف والفوضى التي وزعتها داعش هنا وهناك، وجعلت الناس العاديين نازحين مهجرين خائفين وعرض حياة الأبرياء للخطر والموت والجوع هيأ عوامل الفشل الإقتصادي والسياسي ونثر بذور الفرقة والشتات بين مواطني هذا البلد الذين عانوا كثيرا في السنوات الماضية.


الموصل يجب ان تحرر وتعود لأهلها الطيبين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد