مؤتمر بلا خبر

mainThumb

01-03-2015 09:25 AM

 ربما هي نبضات العروبة التي اقتادتني إلى ذلك الرّكن الصّاخب ، الذي لم يكن من الأماكن المحبذة عندي ، جلست  في مقهى كانت أكبر صلة لي به هي المرور من أمامه ، و لكن و في هذا اليوم اقتادتني قدماي إليه لمشاهدة مباراة كرة القدم السّاحرة المستديرة ، و هي مباراة أحد قطبيها فريق الجزائر البلد المسلم  العربي التي اقترن اسمه بالتّضحية والشّهادة ، وهنا عُرف سبب وجودي في ذلك المقهى و بطُل العجب ، و كانت الجزائر تلعب ضدّ فريق ألمانيا أقوى فرق بطولة كأس العالم و المتوّج بطلا لها ، لم أكن متلهّفًا لمتابعة مباريات هذه الدّورة ؛ للانحدار الشّديد في المشهد السياسي العربيّ المؤلم و المظلم ، و لكنّ قلبي هنا هو من وجّه بوصلة قدميّ ؛ و ربما يكون ذلك للبحث عن إشراقة عربيّة . العبرة ليست هنا ، و المغزى لم يظهر بعد .

         جذبتني المباراة و قوّتها و ندّيّة فريق الجزائر ، ولكن ما جذبني أكثر ، هو تعدّد اللهجات لدى جمهور المشاهدين معي في المقهى ، فهذا أردنيّ تراه يشجّع الجزائر ، و كأنّه جزائريّ أكثر من أهل الجزائر ،  و هذا مصريّ تناسى و داس على أحقاد السياسة ، و ذلك سوريّ تسامى على أحزانه ، و أمامي عراقيّ يتمنى لو يدخل إلى التلفاز ؛ ليحرز هدفًا يحقق به الفوز .

       كم تمنّيت أن تتوجّه الكاميرات ـ التي ترقب حركات اللاعبين حركةً حركةً ـ نحونا ليس طلبًا للشهرة ، بل لتصوّر و تنقل هذا المشهد الرائع الذي وحّد العرب ، و جعلهم على قلب رجل واحد ، فالعرب متوحدون بالفطرة و إن قسمتهم خرائط دُبّرت في ليل مظلم.

       فهؤلاء العرب قد اجتمعوا و توحّدوا دون مؤتمر ، ودون شروط و لا حدود . صحيح أنّنا لم نفز في المباراة ، ولكن كما أنّ فريق الجزائر لم يقنط و أحرز هدفًا في نهاية المباراة ، فنحن نستطيع أن نحقق هدفًا نسعى له و هو الوحدة ، و نحن ندرك أنّ الوحدة الوطنيّة ، هي أساس متين للوحدة العربيّة ، التي هي بداية و جذر راسخ لغاية المنى وحدة العالم الإسلاميّ  .

     تنويه : صحيح أنّ هذا الحدث قد مرّت عليه عدّة شهور ، و لكنّ الحديث عن الوحدة واجبٌ علينا كلّ حين ، و كما قادتني قدماي في البداية إلى المقهى ، قادتني يدي لكتابة هذا المقال الآن ، و دمتم متوحدين  .


anasawwad1@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد