السّودانُ الذي لا بواكي له

mainThumb

16-04-2024 12:09 AM


تمرُّ اليوم (ذكرى) عامٍ على بدء الصراعِ السّودانيّ – السّودانيّ، الذي خلّف ملايين اللاجئينَ والنازحين، وعددًا غير قليلٍ من القتلى يقدّر عددهم بخمسة عشر ألفًا، وملايين السودانيين الذين يواجهونَ شبح المجاعة، وإنْ وجدوا فتاتًا اليوم.. قد لا يجدونه غدًا، فـ 2.9 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وفق وكالاتٍ أممية، و729 ألف طفل إضافيّ دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحادّ الشديد، وهو أخطر أشكال الجوع الشديد وأكثرها فتكًا، ناهيكَ إلى توقف العمليّة التعلميّة، وتدمير البنية التحتية، فيما تزدادُ التسريباتُ والاتّهاماتُ عن دخولِ أطرافٍ إقليميةٍ ودولية خطّ الصراع، ودعمَ طرفٍ ضدَّ آخر، والخاسر الوحيدُ هو السّودانُ.. المقسّم والذاهِبُ إلى التقسيم، والمُقتَّلُ والذاهبُ في القتل إلى منتهاه.
لعلّ عظَم المجازر الإسرائيليّة في قطاعِ غزّة، ونسبة القتلِ المهولة مقارنةً بعدد السّكانِ والمساحة، أسدلت السّتار شيئًا ما على ما يجري في السّودان. وحولَ السودان.. تنشغلُ كلّ دولةٍ ما أشغلها به النظامُ العالميّ، سواءً أكانَ اقتتالًا داخليًا، أو أزمةً خارجيّة، أو أزمة معيشة، أو انهيارًا في العملة، أو فراغًا في كرسيّ الحكم، أو خطرًا محدقًا من أطرافٍ إقليمية، وكلّ دولة من هذه الدّول.. لديها ثروات وإمكانيات تذهب وتُستغلّ لصالح ما يمكن أنْ نطلق عليه الكولونيالية الجديدة لدولِ العالم الثالث.
أمامَ هذا كلّه، تفشل أو لا تُريد الأطراف المتنازعة، ولا الأطراف الدوليّة التي تلعب دور الوسيط، في التّوصل لحلّ يوقف هذه المأسي. وتبقى أسئلة كثيرة مطروحة، أهمّها.. هل سيأخُذ العرب يومًا العبرة مما يجري؟ وهل ستأتي لحظة حقيقة ووعي تدركُ فيها الشّعوب العربيّة أنّ الاقتتال والاحتقان وتبادل الاتهامات والانقسامات لن يؤدي إلّا إلى دمارٍ شامل.. والأمثلة كثيرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد