في انتظار «الرد الإيراني»

mainThumb

12-04-2024 09:49 PM

 

تعوّدنا على جملةٍ أصبحَت لازِمةً على لسانِ «التيار» الموالي لإيران في المنطقة، وهي أنّ: الرّدّ سيكونُ في المكانِ والزمان المناسِبيْن. والردُّ مثلَ «جودو» الذي لصموئيل بيكت (Samuel Beckett) لا يأتي أبدًا، وإنْ أتى تحتَ ضغطِ الحَرج بعدَ مقتلِ سليماني مثلًا، فسيأتي دونالد ترمب يومًا لـ«يفضح» حقيقة الصّواريخ التي طالت (أربيل والأنبار). لا شكّ أنّ أرضنا العربية هي ساحةُ حربِهِم، وأنّ الأذرع الإيرانيّة الممتدة في المنطقة أدّت لانهيار دول، وقتل مئاتِ الآلاف، والآن.. تبدأُ مسرحية ردٍّ جديدة، تتراشقُ فيها إيران ودولة الاحتلال التصريحات، فيما الولايات المتحدة ودولٌ أخرى تطبِّل وتهول وتحذر وتتوقع شكل ووقت الرّد الإيراني.
في اللّهجة الشعبيّة نقول: «بِيْحَمُّوا لبعض»، هذا باختصار وضع التصريحات الإيرانيّة الإسرائيليّة، من باب الضّحك، أمّا من بابِ الحقيقة فهو أنّ كلّ هذه المماطلة ودخول الوساطات والتصريحات العنتريّة تدلّ على أنّ إيران تنتظر وساطات الدول لتحقيق أيّ مكسب مقابل عدم الرّد أو الرد المعلوم مسبقًا والمتّفق عليه أمريكيًا، والتي تقول مصادر أمريكية إنّه «خلال ساعات»، كما تدلُّ أيضًا، حسبَ كاتبٍ من غزّة (رازق الحسن)، أنّ «إيران والدّول العربيّة ليسَ لديها بنك أهداف، عكس إسرائيل التي لديها بنك أهداف متجدّد في كلّ دولِ العالم الإسلاميّ». ربما يكمل السّببانِ بعضهما البعض، والثّابت أنّ هذه المسرحة مخالفة للمنطِق، ولأعراف «العِداء» والعمل العسكري والمباغتة، ولـ«سيادة» الدولة التي نازعت دولًا أخرى سيادتها الوطنيّة، لأجل الطريق الذي لا يصل إلى القدس.
محبِطًا يبدو الوضع العربيّ والإسلاميّ، ومليء بالصّراعاتِ الكلاميّة العنتَريّة، وكانت صَنعةُ العربِ منذُ القِدم: الكلام، وبه اشتهروا، وكانت علّتهم.. أنْ جعَلَ اللهُ «بأسهم بينهم شديدًا»، بينَهم: بينَنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد