عاصفة الحزم: خمسة أسرار (لم) يقرأها الحوثة جيّدا ! - د. فايز بن عبدالله الشهري

mainThumb

30-03-2015 10:33 AM

لم تكن العلاقات السعوديّة - اليمنيّة طوال تاريخها علاقات سياسيّة نفعيّة بالمنظور الدبلوماسي والحسابات المصلحيّة. وتعتبر اليمن في السياسة السعوديّة ركنا مهما في ملف التنمية والاستقرار والدعم اللامحدود. ومن الجهة المقابلة كان هناك في كل مرحلة قوى خارجيّة ومتآمرون يسعون للعبث في هذه العلاقة الاستراتيجيّة بين الشعبين والدولتين. وفي شرعيّة عاصفة الحزم وحتى تتضح الصور هذه خمسة أسرار (لم) يقرأها الحوثة وهم يستنسخون تجربة حزب الله في اليمن:

السر الأول: تجربة الناصريين في الستينيات ومحاولاتهم تغيير قواعد الجغرافيا والعبث بصلات التاريخ وروابط الدم بين أبناء الجزيرة العربيّة باستهداف المملكة العربيّة السعوديّة من بوابة اليمن بين الأعوام 1962-1967؟ وكانت النتيجة أن فقد اليمن وحدته المنتظرة وأضاعت مصر الناصريّة مراهناتها وأن تقصف إسرائيل مطارات القاهرة في رابعة النهار. وفي حين مضى السعوديون واليمنيون كتفا بكتف يرسمون مستقبلهم فقد انتهى حلم الناصريين على أنغام "هل رأى الحب سكارى".

السر الثاني: حين غامر "صدام حسين" باحتلال الكويت في أغسطس 1990م ودفع "علي عبدالله صالح" بغوغائيين من البعث للتظاهر ضد المملكة وتأييد صدام حسين. وقد بلغت شدة الحماس "العبثي البعثي" مداها بتهديم وتكسير منشآت بنتها السعوديّة لصالح الشعب اليمني وكان العقلاء اليمنيون يعجبون ويحذرون حينها من هذا التشويش. وماذا كانت النتيجة؟ أضاع البعث العراق وسلمها للشيطان الأصغر في "قم" وها هو اليوم يسلم دمشق العربيّة. أما صنعاء والرياض فقد تجاوزتا بحتميّة القيم نزق السياسي "عفّاش".

السر الثالث: أن المملكة ستظل الضامن الأساس لأمن اليمن دون مصالح ضيقة. والمعلوم أن الرئيس المخلوع "علي عبدالله صالح" حكم اليمن 33 عاما بدعم سعودي كبير مكنه من إعادة الهدوء لليمن ومؤسسة الحكم والدولة.

نعم استقر الحكم في اليمن بعد سلسلة اغتيالات وانقلابات لم تعرف معها اليمن السلام. انقلب الجيش اليمني على عبدالله السلّال (أول رئيس بعد الثورة) بتهمة الخيانة، ثم انقلب على خلفه القاضي عبدالرحمن الأرياني وعزله ثم جرى اغتيال إبراهيم الحمدي قائد الانقلاب ثم تبعه لنفس المصير الرئيس أحمد الغشمي مقتولا إثر انفجار حقيبة ملغومة.

السر الرابع: يعلم الشعب اليمني في عصر المعلومات جيّدا أن إنشاء مليشيات الحوثي كانت مشروعا ضمن مشروعات خطة ماكرة اعتمدتها أعلى الهيئات الدينيّة في إيران بدعم مصلحة تشخيص النظام والمجلس الأعلى الثقافي لشورى الثورة الإيرانيّة، لنشر المذهب "الصفوي" السياسي في إيران والعالم الإسلامي. ويعلم اليمنيون بكافة طوائفهم أن هذا المشروع لا يستهدف خدمة الإسلام والمسلمين ونشر التنمية وإنما لإحداث الانقسام بين الشعوب العربيّة. وتكشف الشواهد الحاليّة في ظل الحضور الفارسي في بعض البلاد العربيّة كيف أصبحت حال لبنان المتسامح والى أين يقاد العراق العظيم وما حال سورية العربيّة وماذا كان يخطط ليمن العروبة؟

السر الخامس: هل يظن "الحوثة" أن إطلاق التصريحات والتهديدات ضد (مقام) ارض الحرمين -المملكة العربيّة السعوديّة-تسلية وترفيها في ليالي السمر الفارسيّة. كيف لم يقرأ "الحوثة" وهم "يتمتعون" في الفراش الدافئ مع الملالي أن "هدوء" السعوديين كان مقدمة "لعاصفة" الحزم التي لن تبقي ولن تذر.

*مسارات

قال ومضى:

دوماً يكون الحق... حيثما كان الوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد