هل القدس لقمة سائغة في فم اسرائيل؟

mainThumb

28-09-2015 04:09 PM

ان المتابع للاحداث في داخل القدس الشريف وبالذات داخل اسوار المسجد الاقصى وساحاته يلاحظ التصعيد المستمر في انتهاك حرمة هذا المكان المقدس لكافة المسلمين وليس للفلسطينين والاردنيين على وجه التحديد ان ما شهدته الايام الاخيرة من تصاعد الهجمات المنظمة لقطعان المستوطنين اليهود والمتديين منهم باقتحامهم لباحات المسجد الاقصى تحت حماية الجنود الاسرائيلين واقامة صلوتهم وتراتيلهم فيها امام ومراى العالم العربي والاسلامي بل والعالم كله لهي خطوة على طريق طويل تخطط له الجهات الرسمية الاسرائيلية وبشكل خبيث منظم لطمس وازالة معالمه التاريخية الاسلاميةالمقدسةبحجة انه في الاصل مكان مسلوب لهيكلهم المزعوم وان كل ما يقومون به هو استرجاعلحقهم التاريخي بارض سلبها منهم المسلمون سابقا واقاموا بها مسجدهم هذا ليعيدوا بناء هذا الهيكل المزعوم من اجل اقامة صلاواتهم طقوسهم الدينية فيه بل انهم يصورون للعالم مدى كرمهموتسامحمهم باكتفائهم بالساحات والابقاء على المسجد الاقصى للمسلمين.ان هذه الهجمة المستعرة في هذه الايام هدفها الاول والاخير فرض واقع في هذا المسجد من خلال تقسيم زماني وهذا حصل بالفعل عندما سمح لليهود بالدخول اليه في الفترة الصباحية واقتصارها عليهم وبقي التقسيم المكاني وهو الهدف الحاضر الان لهذه الهجمة والتي من معالمها اعتبار ساحات المسجد الاقصى اراض مفتوحة للجميع مما يجعلها تلقائيا تحت سيطرة بلدية القدس وبالتالي ستخرج من تحت الحماية والسيادة الاردنية وتصبح تحت حماية وسيادة الشرطة الاسرائيلية مباشرةوما بقى الا ان يتخذ قرار رسمي بذلك وهو مسالة وقت و ما يعترضه هو المس بالمسؤولية التاريخية للوصاية والسيادة الاردنية على المسجد الاقصى التي تمثل احد بنود اتفاقية السلام بين البلدين.انما نراه بام اعيننا يوميا كيف ان الشرطة الاسرائيلية قابعةعلى ابواب المسجد الاقصى وفي داخل ساحاته اضافة الى الجنود الذين يدخلونه ويعتلون اسوارهويدنسون اثار الاقصى بارجلهم بحجة حماية اليهود في ما يسمى حائط المبكى والذي اسمه الحقيق حائط البراق وهو مكان اسلامي مقدس طم طمسه ولم يعد احد يتحدث عنه الا دليل قاطع ان الاسرائيليين قطعوا شوطا كبيرا نحو هدفهمغير ابهين باي سلام مزعوم.


على كافة المسلمين في اصقاع الارض ان يدركوا ان المسجد الاقصى "أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفينومسرى رسولهم الكريم " محمد عليه افضل الصلاة والتسليم يواجه مرحلة التصفية النهائية ان لم يتصدوا للمخططات الصهيونية ويتعاملوا معها بحزم ,فلم يبقى الا مرحلة التقسيم المكاني فكما قلنا سابقا فان مرحلة التقسيم الزماني حصلت وانتهت واما هذه المرحلة فهي تتم بمكر ودهاء وربما على طريقة ما حصل في الحرم الابراهيمي الشريفوهنافقط نذكر بما حصل بعد التقسيم الزماني للحرم الابراهيمي من مجزرة ضد المصلين المسلمين على يد الارهابيباروخ جولدستين،وتشكيل لجنة شمغاروما تمخض عنها من قرارات اهمهاتقسيم مكاني للحرم الابراهيمي بين المصلين اليهود والمسلمين متذرعة بمنع الاحتكاك مستغلة قتلى هذا الهجوم الذي كان محصلةلردة فعل اجرامية حاقدة انذاك لتحقيق الهدف الاسمى لهم وهو تقسيم الحرم الابراهيميفي نهاية المطاف ولا يستبعد ان كل ما حصل فيه كان بتخطيط منهم فالتاريخ يشهد على انهم على استعداد لاستخدام ليس الدم المسلم بل الدم اليهودي من اجل تحقيق غاياتهم واهدافهم الشريرة,من هنا نتسأل :مالذي يمنع من اعادة نفس السيناريوا في ساحات المسجد الاقصى مسستقبلا؟ مالذي يضمن عدم  وقوع عملية اجراميةفي ساحات الاقصىفيما لو بالفعل اتبعتساحاته الى بلدية القدس وشرعت ابواها امام اليهود ومن غير المسلمين ليل نهار دون اذن اوتنسيق مع مجلس الاوقاف الاردني في القدس؟ان هذه الخطوة بالتاكيد ستؤديالى حرية تحرك قطعان المستوطنين الحاقدين على كل ما هو مسلم وبالتالي تكرار نفس المجزرة بل ربما على ابشع لان عدد المصلين هنا اكبر وفي المقابل هذه الخطوة بالتاكيد ستؤدي الى احتقان شديد لدى المسلمين المرابطين في المسجد الاقصى وما حوله مما سيفتح المجال الى ردات فعل انتقامية من بعض الشباب المسلم باشكال مختلفة في عمليات انتقامية من اليهود في هذه الساحات كلا الاحتمالين ممكن حدوثهما واي منهما يعطي الفرصة مرة اخرى للمحكمة العليا الاسرائيلة للتدخل وتشكيل لجانة على غرار لجنة شمغار وبحجج لن تجد صعوبة بسردها مما يؤدي في نهاية المطاف الى تقسيم مكاني و بالتالي اعطاء هذه الساحات لليهود ليصلوا بها ويمرسوا طقوسهم مقابل ابقاء المسجد الاقصى وداخله للمسلمين وبهذا سيحقق اليهود حلمهم بالبديء ببناء الهيكل المزعوم في هذه الساحات مقابل المسجد الاقصى والذي بالتاكيد سيغطى عليه عمرانيا وحداثةمما يقلل من وجوده وبقائه لا سمج الله .


اخيرا نقول ان الاسباب الحقيقة الكامنة وراء هذه الهجمة المستعرة على المسجد الاقصى تكمن اولا في التمزق الذي يسيطر على البلدان العربية والتناحر الطائفي والمذهبي بين الدول الاسلامية وظهور ما يسمى الدولة الاسلامية وافعالها الاجرامية باسم الاسلام الذي هو بريء من كل اجرامها والذي اعطى الذرائع لكل دول العالم للتركيز على كيفية مواجهتها واقتلاع جذورها مما ادى الى غياب دولي استغلته اسرائيل في هذه المرحلة لتمرير مشاريعها ومن اهمها تهويد الاقصى وازالة وطمس معالمه الاسلامية والسبب الثاني: ان اسرائيل تدرك تماما انه لم يعد هناك جيش عربي محيط بها يستطيع التصدي لاي فعل تقوم به خاصة بعد حل وتدميرالجيش العرااقي والجيش السوري والليبي واليمني واشغال الجيشين السعودي والمصري بمحاربة ميليشيات مصطنعة للاسف من قبل دول اسلامية وعربية , واننا لا نقول هنا سرا ان قلنا ان المسجد الاقصى اصبح لقمة سائغة في فم اليهود وسيمضغوها قريبا ودون اي عناء وسيصبح الامر واقعا لان اسرائيل ماضية في تحقيق حلمها التوراتي ولن تضيع مثل هكذا فرصة تاريخية مؤاتية ولكن ثقتنا كبيرة بمقدرة حكومتنا الاردنية وبالتعاون مع السلطة الفلسطينية وبدعم عربي واسلامي من التصدي لهذا المشروع الخبيث واحباطه, لكننا متاكدين من حكمة وحزم قيادتنا الهاشمية الاردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني بانه سيجعل هذه اللقمة مرة كالعلقم في افواههم ولن يستطوعوا مطلقا مضغها وستبقى عصية عليهم ما دامت هذه القيادة الهاشمية راعية للمقدسات تحمي عرين الاردن وفلسطين.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد