من هي هيرثا ماركس أيرتون ؟

mainThumb

28-04-2016 07:58 AM

السوسنة - احتفل موقع جوجل العالمي  الخميس الموافق 27 ابريل/ نيسان من العام الجاري  عبر صفحة بحثه الرئيسية بذكرى ميلاد المهندسة وعالمة الرياضيات والمخترعة الانجليزية هيرثا ماركس أيرتون Hertha Marks Ayrton والتي كانت قد حصلت على جائزة عبارة عن ميدالية هيوز وذلك من مؤسسة المهندسين الكهربائيين لما قدمته خلال مجال عملها في الأقواس والتموجات في الرمال والماء, وكانت أيرتون قد أبصرت النور 28 أبريل 1854 ووافتها المنية 23 أغسطس 1923.

 
وكان والد هرثا ماركس أيرتون يعمل في مجال صناعة الساعات والمجوهرات واسمه ليفي ماركس, بينما كانت والدتها أليس ثيرسا تعمل خياطة, كما ان كان لديها عمات يديرن مدرسة في الشمال الغربي من مدية لندن, فطلبت عاتها منها العيش معهن وهي كانت في سن التاسعة عشر وكذلك للعيش مع أبناء عمومتها, في تلك الفترة التي قضتها عند عماتها تعلمت الرياضيات والعلوم وبعد بلوغها سن الستة عشر عاماً فقط عملت كمربية.
 
وبعد ذلك قامت هيرثا ماركس أيرتون بالالتحاق بكلية كامبردج البريطانية والتي تعتبر من اعظم الجامعات على مستوى العالم حيث تحتل المركز الثاني عالمياً خلف جامعة اكسفورد الامريكية, كما انها تعتبر من اقدم 10 جامعات عالمياً, وقامت أيرتون بالالتحاق بتخصص الرياضيات في تلك الكلية حيث كانت تعشق الرياضيات وقوانينها كما انها دائماً ما تحاول حل المسائل المعقدة ونشر حلولها في الجرائد او على شكل ملازم دراسية ليستفيد منها غيرها, كما نُقل عن مقربون منها في ذلك الوقت انها قامت باختراع جهاز الكتروني يقوم بقياس نبضات الوريد وتسجيلها لأغراض علمية تفيد الطب.  ولم تكتفي هيرثا ماركس أيرتون الى ما وصلت اليه بل كان طموحها يصل الى عنان السماء وقامت بتأسيس نادياً للرياضيات وقام بمساعدتها في ذلك الوقت بتأسيسه “شارلوت سكوت”.
 
وفي العام  1880 ميلادي حصلت العالمة في مجال الرياضيات والعلوم والهندسة “أيرتون” على شهادتها العلمية في مجال الرياضيات من كلية كامبريدج ولكن لسوء حظها ان الكلية في ذلك الوقت لم تكن تمنح السيدات والطالبات درجات تقديرية فكانت الشهادة عبارة عن افادة بأنها تخرجت من الجامعة قسم الرياضيات دون الافادة بما هو تقديرها. واستمرت بعد ذلك في مضاهات طموحها وتقدمت لاختباراً خارجياً في مجال العلوم لتجتاز الاختبار بنجاح وتحصل على اثره شهادة البكالوريوس في مجال العلوم من جامعة لندن عام 1881 ميلادي, وتعتبر جامعة لندن تعمل بنظام التعليم المفتوح كما انها من اعظم الجامعات على مستوى العالم وأعرقها ويتم فيها الدراسة عبر المذياع او التلفاز او المراسلات بدون دوام رسمي داخل حرم الجامعة.
 
بعد عملها في مجال التدريس وادخارها المال اللازم لشق طريقها نحو مزيد من النجاح عادت الى لندن, وقامت بالاعتناء بأختها التي لم تكن لديها وظيفة او عمل في ذلك الوقت, وباشرت بعدها العمل في مدرسة “نتونج هل وإيلنج” ونالت على اعجاب الجميع اثناء عملها في تلك المدرسة, حيث وصفها الكثيرون ممن عملوا معها بأنها من افضل من درس داخل تلك المدرسة ومن انشط المدرسين والمدرسات حيث كانت لا تعرف للملل او الكسل طريق, حيث عملت في وقت فراغها على حل المسائل الرياضية لتنشرها كالعادة عبر ملازم ليحصل عليها الطلبة والاستفادة من تلك الحلول. وفي الوقت الذي ظن الجميع بأنها وصلت الى أقصى ما يمكن ان تصل اليه قامت بتدوين مفاجأة مدوية وذلك عندما تم تسجيل براءة اختراع باسمها, حيث كان الاختراع هو جهاز مقسم خطوط, يستفيد منه بالدرجة الأولى الفنانين والمهندسين المعماريين وغيرهم من المهندسين الآخرين, حيث يقوم الجهاز بتقسيم الخطوط الى اي عدد من الأجزاء المتساويى وكذلك يستخدم لتصغير وتكبير الأشكال الهندسة والفنية.
 
اختراع هيرثا ماركس أيرتون حصل على ضجة اعلامية هائلة ومبادرات بتبنيه حتى يبصر النور بشكل سريع, حيث لاقت الدعم الكافي والمناسب لتسجيله بكل سهولة ويسر بإسمها ومن ثم تم نقله الى معرض صناعات السيدات.
 
 
وفي 1904، قدمت هرثا للجمعية الملكية بحثها حول حركة التموجات في الرمال والماء. قدمت هرثا أبحاثًا حول الموضوع للجمعية الملكية مرة أخرى في 1908 و1911؛ قدمت أيضًا نتائج أبحاثها أمام جمهور في الاتحاد البريطاني والجمعية الفيزيائية. ألهم اهتمام هرثا بدوامات الماء والهواء مروحة أيرتون، أو فلابر، التي استخدمت في خنادق الحرب العالمية الأولى لتبديد الغازات السامة. قاتلت هرثا من أجل قبول هذه المراوح ونظمت إنتاجها، واستخدم منها 100,000 وحدة في الجبهة الغربية.
 
ساعدت هرثا أيرتون في تأسيس الاتحاد الدولي لنساء الجامعات في 1919، والاتحاد الوطني للعمال العلميين في 1920. توفيت هيرثا ماركس أيرتون جراء تسمم في الدم (ناتج عن عضة حشرة) في 26 أغسطس 1923 في نيو كوتدج، نورث لانسنج، في ساسكس. في 2007، كُشف عن لوحة زرقاء لتكريم أيرتون في مربع نورفولك 41 في بادنجتون.
 
حياة هيرثا ماركس أيرتون العملية وعدد براءات الاختراع التي تم تسجيلها باسمها:
وفي العام 1908 ميلادي تلقت هرثا أيرتون خبراً مفجعاً بوفاة زوجها, وكان زوجها ثرياً فترك لها الكثير من المال ليساعدها في بقية حياتها العملية والعلمية حيث قامت باستكمال ابحاثها العلمية والبحث في  نظريات لورد رايلي الرياضية والخاصة بالدوامات، بالاضافة الى ذلك قامت بإختراع جديد وهو عبارة عن مروحة تستطيع تلك المروحة من صناعة الدوامات التي تتصدى لهجوم الغاز ولكن هذا الاختراع لم يلقى الاهتمام الكبير من قبل المسئولين والاعلام حيث كان اختراق منقوص من وجهة نظر الكثيرون, حيث صمم لتحمل درجات محددة فقط من الرياح ولا يكن تحمله الرياح القوية.
 
ولكن هيرثا ماركس أيرتون لا تعرف لليأس عنوان حيث حاولت من جديد اظهار اختراع المروحة للعالم وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى, حيث ارادت ان تجعل تلك المروحة تلائم الاستخدامات الصناعية, حيث قامت بعد ذلك بتطوير علمها وابحاثها عن الدوامات الكهربائية والمغناطيسية كما انها انضمت الى حزب العمال البريطاني, وتمكنت بعد ذلك من خلال جدها واجتهادها من تطوير ابحاث الأقواس الكهربائية بدرجة كبيرة حيث استطاعت ان تخرج الأبحاث من المعامل لتستخدم على نطاق تجاري واسع وتستخدم في الاضاءة.
 
لا تقتصر حياة هيرثا ماركس أيرتون على الحياة العلمية فقط, وانما شاركت في الحياة السياسية والاجتماعية, حيث شاركت في العديد من الانتخابات على المستوى السياسي بين عامي 1906 و 1913, لتصبح بعد ذلك عضواً في الاتحاد الدولي للسيدات الجامعيات وكذلك عضواً في الاتحاد الوطني للعمال اصحاب الشهادات. كما انها شغلت منصب نائب رئيس الاتحاد البريطاني للنساء الجامعيات، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات الانتخابية النسائية.
 
ومن اصدقاء هيرثا ماركس أيرتون المقربين جداً اليها, العالمة الكبيرة “ماريا كوري”, حيث قامت بعد ذلك هيرثا بشن حملة اعلامية واسعة ضد زوج صديقتها الذي اتهمته بسرقة اختراع الراديو, حيث تم نسب اختراع الراديو الى زوج ماريا وهو في الاساس من اختراع ماريا نفسها, حيث اشارت الى ان الاختراعات تسلب من المرأة لتذهب للرجل واصفة العصر الذي تعيشه بعصر العنصرية والتفريق بين الرجل والمرأة مطالبة المجتمع بانصاف المرأة في ذلك الوقت.
 
وتملك هيرثا ماركس أيرتون 26 برائة اختراع منها 5 براءات اختراع في الفواصل الرياضية, وثلاثة عشر في الاقواس الكهربائية وكذلك تطبيقات الاقواس عملياً, والاقطاب المغناطيسية, فيما تم تسجيل الثمان اختراعات الاخرى كانت في مجال دفع الهواء, والتي اهتمت فيها بشكل كبير بعد انتشار الاسلحة الكيماوية في الحرب العالمية الاولى, وانتشار غازات سامة في الهواء من ذمنه غاز الخردل, والذي يؤدي الى بثور على الجلد وكذلك تدمير رئة الضحايا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد