حياؤكنّ يستُر عوراتنا - م. نشأت حمدان

mainThumb

01-05-2016 04:56 PM

مابين القسر والقهر .. والقتل والتهجير ..

 
هناك صراخٌ وهنا بكاء
 
هناك حطامٌ وهنا ركام
 
ومن بينها أشلاء شهيد ، ومن بينها قصة وطن يضيع في ذُعرٍ مُريب ..
 
آهاتٍ وويلات تصدع في أرجاء المكان، والقتل قد عمّ وطمّ، وسُفكت الدماءُ الحُرُم وأُزهقت الأرواحٌ البريئة ..
 
 
ومن بين هذا استوقفني مشهد طُهرٍ وعفّة أنجبته الحرب من بين الانقاض ..
 
هُنّ ” نسوةٌ ” فقدن ما تحمل بطونهُنّ، فقدن الرضيع والوليد والصغير والكبير .. وفقدن الاهل وكُلّ غالٍ وكل قريب، وترملنّ وتقطّعت بهنّ سُبل الحياة ..
 
 
وعجبي أنهم في هذا الضياع والتشريد ما تخلّوا عن رداء الستر والعفّة، وما عابهُم من مُصابهم هذا أن يشدُدن عليهنّ إزارهُنّ او يَضرِبنَ بِخُمُرِهنَّ على جُيوبهنَّ او يُدنينَ علَيهنَّ مِن جلابيبهِنَّ
فهذا أَدنى من أَنْ يُعرَفنَ فلا يُخدش شيء من حيائهنّ
 
حتى وإن تمرّد الظُلم عليهن ..
 
وكأنّ لسان حالهنّ يقول:
 
” حتى لو سلبت الحرب حياتنا لن تسلب حياءنا”
 
 
وما كنتُ لأستخفّ بالقتل والدماء أمام هذا ، لكن -للّه درّهم- كأنهنّ رسموا لنا مشهداً عظيماً يُواريه معاني كثيرة ..
 
يروين به: أنّ ” للعرب عورات نسترها لهم”
 
 
معاني تضرب على أوتار الوجع المُقفّى بالعُهر والخذلان، رقصت على أصدائه العرب ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد