خلل في منظومة التعليم

mainThumb

31-08-2016 03:32 PM

 في الوقت الذي تنافح فيه الدول المتقدمة لاصلاح منظومة التعليم لديها ‏كي تواكب الثورة التكنولوجية ومتطلبات العصر نجد نحن في الاردن ‏خللا واضحا في منظومتنا التعليمية بدءا من رياض الاطفال وانتهاء في ‏المرحلة الجامعية هذا الخلل لم يات من فراغ او عبث ولم يات من جهة ‏على حساب جهة اخرى انما تكالبت كل الجهات مجتمعة للحد من ‏الابتكار والتطور والابداع والتقدم سواء على صعيد البيت او المجتمع ‏او المدرسة ففي البيت تنشغل الامهات وخاصة العاملات منهن ‏بهمومهن على صعيد العمل تاركات اطفالهن لخادمات المنازل اللواتي ‏لايهمهن من امر الطفل سوى ان يبقى هادئا ريثما تعود امه من العمل ‏وبطبيعة الحال تعود الام منهكة وليس لديها الوقت الكافي لمشاهدة ‏اطفالها وكل ماهنالك ان تسال الخادمة هل اكل الطفل او شرب او بكى ‏وبطبيعة الحال جواب الخادمة (كله تمام ماما) مع ان التمام بعيد كل ‏البعد عن واقع الطفل الذي يحتاج بالدرجة الاولى الى حنان امه وحضن ‏امه فكيف ياتي الحنان وطيلة ايام السنة تكون الام مغيبه او غائبة عن ‏طفلها حتى اذا ماوصل الى مرحلة رياض الاطفال تتولاه مشرفات غير ‏مختصات ولا مؤهلات اصلا لمثل هذا الامر فليس لدى المشرفة او ‏المربية الاستعداد لتبديل حفاظة الطفل اذا ماسرب على نفسه ‏فمسؤوليتها تنحصر في حجب حرية هذا الطفل داخل الجدران المغلقة ‏حتى تاتي اسرته وتستلمه بعد انتهاء الدوام او ارساله في باص ‏الروضة وتسليمه الى اهله علاوة على ذلك اغلب رياض الاطفال ‏وخاصة في مدن الاطراف تنقصها جميع التقنيات ووسائل الترفيه التي ‏تحفز الطفل ثم ينتقل الطفل الى المدارس الحكومية او الخاصة والتي ‏يغلب على اجواء الكثير منها وبكل اسف الطريقه البوليسية في التعامل ‏مع الطلبة في المراحل الاولى فالعصا مازالت موجوده والصوت العالي ‏في التعامل مع التلاميذ ازدادت حدته والمناهج مترعة بالمواد التي ‏يصعب على عقل الطالب ادراكها جرعة واحدة وحقيبة المدرسة التي ‏يحملها التلميذ بكتفه تبشر بدسك مبكر للغالبية العظمى من طلبتنا .‏

اما في الصفوف العليا فتتنازع الطالب مؤثرات عده منها ماهو على ‏الصعيد الاقتصادي للاسرة ومنها ماهو على صعيد المجتمع ومنها ماهو ‏على صعيد المدرسة ايضا ,فالطالب البائس الذي يشاهد اقرانه من ابناء ‏الطبقة الغنية يحصلوا على كل مايحتاجونه بسهولة ويسر يصاب بحالة ‏من الاحباط مايجعله يمارس سلوكا تهكميا سواء مع اقرانه او مع ‏المدرس او حتى في المنزل وهذا الامر يترتب عليه جنوح وهذا الجنوح ‏يقود لعادات خطيرة وهدامة كالتدخين والتسرب من المدرسة ‏والمخدرات وممارسة السلوك السيكوباتي الذي يقود الى الجريمة ‏المنظمة من خلال اصدقاء السوء ويقود الى سهولة وقوع هذا الطالب ‏بيد الجماعات الارهابية ويقود الى العنف والعنف المضاد .‏
ان الحلول تكمن في :‏
‏1-‏ البيت والمجتمع والمدرسة فلماذا لايشكل مجلس من اولياء الامور ‏ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي وقادة المجتمعات المحلية ‏للسيطرة على هذه الظواهر المقلقة وتشكيل هذا المجلس يجب ان ‏يراعي الدقة بحيث يكون شاملا من كل محافظات المملكة وليس من ‏عمان وحدها ويجب ان يكون من الجنسين آباء وامهات ممن لهم ‏تجارب ناجحة في تربية واعداد الابناء
‏2-‏ وزارة التربية والتعليم
على الوزارة ان تراعي العدالة والانصاف في كل مدارسها فعلى ‏سبيل المثال لاالحصر ماهو متوفر لابن عمان غير متوفرلكثير من ‏الوية واقضية ومدن الاطراف فالابنية في عمان تختلف عن الابنية ‏في الاغوار او غيرها والملاعب والمختبرات تختلف والمقاصف ‏تختلف والشعب التدريسية تختلف ففي الوقت الذي يصل فيه عدد ‏الطلبة في الشعبة المدرسية الواحدة في عمان الى25 طالبا يكون في ‏الاغوار او بعض مدارس الجنوب او السلط حوالي 45 طالبا على ‏اقل تقدير ومعنى ذلك لاتتوفر العدالة للجميع وهذا الامر له ارهاصات ‏نفسية واثر سلبي على نسبة التحصيل
‏3-‏ الهئية التدريسية
ان الهيئة التدريسية في المدن والقرى والامكنة النائية تواجه متاعب ‏ومصاعب اكثر من تلك التي في عمان وهذا يتطلب صرف حوافز ‏وعلاوة صعوبة عمل لهولاء المدرسين الذين يعملون في ظروف ‏قاهرة ويقاتلون وسط مناخات رديئة جدا
‏4-‏ ‏ العلامات
نحن نعرف ان العلامة التي توضع للطالب هي المقياس الوحيد الذي ‏يختبر قدرات الطالب في الاردن وان هذه العلامة تلعب دورا كبيرا في ‏التاثير على طموحات الاغلبية فلماذا لايتم تخصيص 10 علامات في ‏الثانوية للطلاب الذين يدرسون في مدارس المناطق النائية تعويضا ‏لهم عن المعاناة التي يواجهونها هم واهاليهم طالما لايوجد مقياس ‏اخر لقدرات الطالب سوى امتحان الثانوية
‏5-‏ ‏ المنهاج الدراسي
مازالت وزارة التربية والتعليم في الاردن تجتر المناهج التدريسية ‏التي تقوم على الكم وهذا عيب واضح في منظومة التعليم الذي من ‏المفترض ان يتنوع ليواكب الحياة المعاصرة فنحن لم نلمس في ‏غالبية مدارسنا قاعات للموسيقى ولم نلمس قاعات للتمثيل ولم ‏نلمس قاعات لتعليم بعض انواع الرياضات مثل الجودو والتايكواندو ‏ولم نجد ملاعب لتعليم التنس الارضي ولم نجد مسابقات دورية ‏تجريها الوزارة للطلبة لاختبار قدراتهم على صعيد الشعر والادب ثم ‏لماذا لاتكون المناهج عبارة عن دسكات توضع في الحواسيب وكل ‏دسك مخصص لمادة وكل الذي يحتاجه الطالب جهاز حاسوب منقول ‏يضعه امامه ويتابع المدرس من خلال كتابه الالكتروني الموجود ‏امامه على الحاسوب
‏6-‏ ‏ المواصلات
‏7-‏ تقوم المدارس الخاصة بتامين المواصلات لطلبتها مقابل الاجر ‏فلماذا لاتطبق هذه الخطوة في المدارس الحكومية من اجل شراء ‏الوقت للطلاب والحد من مشكلة التسكع في الشوارع بعد انتهاء ‏الدوام وايضا حماية الطلبة من العبارات النابية التي يسمعونها في ‏حافلات الركوب العمومية من الكنترولية
‏8-‏ ‏ المعالجة الطبية
نحن في الاردن نعاني من تخمة على صعيد الاطباء فلماذا لايلحق ‏بكل مدرسة سواء ابتدايئة او ثانوية عيادة طبية لمعالجة الطلبة ‏ومتابعة الحالات المرضية التي تستوجب المتابعة
‏9-‏ ‏ الزي المدرسي الموحد
على الوزارة التي طبقت الزي الموحد للفتيات في المرحلة الابتدائية ‏والثانوية ان تطبق هذا الزي على الطلاب في مدارس الذكور مع ‏اضافة لوحة على صدر الطالب تحمل اسم المدرسة التي يدرس بها ‏على ان تقوم التربية بتخصيص اماكن لبيع هذا الزي باسعار رمزية
‏10-‏ تقصير اليوم الدراسي
جرس المرسة يقرع في الثامنة الا ربعا وتبدا الحصة في الساعة ‏الثامنة فلماذا لايقرع جرس المدرسة في السابعة والربع وتبدا ‏الحصة في السابعة والنصف وتقليل زمن الحصص اليومية ‏ل35دقيقة وترك 5 دقائق بين الحصة والحصة هذا يقود الى نشاط ‏مبكر لدى الطلبة ويقصر نهار الدراسة الطويل كي يعودوا للمنازل ‏مبكرا ويتمكنوا من انهاء واجباتهم المدرسية بكل يسر
هذه بعض المفاصل التي نامل ان تطبق بدلا من تطبيق سياسة خنق ‏الطلبة في فصول لاتليق بالبشر فالطالب الجالس في فصل به 45 طالبا ‏كيف سيستوعب وكيف سيتلقى المعلومة وكيف سيشارك ..حتما سير ‏العملية التعليمية بهذه الطريقه تنم عن افق ضيق لايفضي للنتائج ‏المرجوه ولا ينم عن تطور حضاري.‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد