لنحذر الدجالين والمشعوذين - فراس الطلافحه

mainThumb

02-12-2016 06:42 PM

 قبل أيام كنت بواجب إجتماعي في أحدى مناطق عمان ليأتي أحدهم ويقوم بالسلام علي وبحرارة , هو رجل ملتحي ويرتدي طاقية الشيوخ وبيده مسبحة ويرتدي الدشداشه , في البدايه لم أعرفه وبعد التدقيق به وبملامح وجهه عرفته بعد أن إنقطعت أخباره عني لأكثر من عشر سنوات بسبب إرتحالي عن المنطقة التي كنا نسكنها سويةً , أنا أعرفه جيداً في السابق فلقد كان محتالاً وفي الغالب ما يقضي الكثير من أيامه داخل السجن .

 
تحدثنا معاً وإستفسرت منه عن أحواله لِيُجيبني أنه الآن يعمل في الطب الشعبي والرقيه الشرعية والحُجامة ولم أشأ التطرق إلى ماضيه خوفاً من إحراجه ثم أخبرته أنني مصاب بداء النقرس إن كان يوجد لديه علاج بالأعشاب فرد علي بلغة عربية فصحى عليك بالسبانخ فبها الشفاء إن شاء الله لأضحك في سري لعلمي أن كلامه كذب ويجيبني عن ماضيه بأنه مازال محتالاً من غير أن أسأله فالسبانخ من المحظورات على المصابين بالنقرس ليبدأ الموجودين بسؤاله كُلاً منهم عن مرضه , أحدهم يريد التخفيف من وزنه عليك باليقطين وآخر مصاب بالسكري عليك بورق الزيتون وآخر عن الدسك عليك بالنوم على الأرض .
 
سألته عن دخله المادي من هذه المهنة أجاب أنها ممتازة ثم عن من يعالجهم من الناس فأجاب من كل أصناف المجتمع المثقفون والبسيطون والنساء، ثم سألته كيف تعلمت هذه المهنه فأجاب وبلا تردد البركه بالنت وبجوجل وبالتجربة .
 
لا أعلم كيف لمثل هذا الشخص وأمثاله من المشعوذين وممن يمارسون الطب الشعبي بلا علم ودراية وخاصة عندما نعلم أن بعض النباتات أذا أُخذت بطريقة غير صحيحة وبنسب مرتفعة قد تؤدي إلى الموت وخاصة أن بعضها شديد السُمية ثُم نأتمنهم على حياتنا ونُسلمهم أجساد زوجاتنا وأعراضنا من أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا فالمعظم منهم يقوم بالكشف علىهن بغير مَحرم ولوحده المهم أننا مطمئنين لمظهره وأنه يرتدي عباءة الإسلام والصلاح بالظاهر وما يَنطق بلسانه من بسمله وتحميد وتهليل وتكبير وقال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم .
 
ليعلم الجميع أنني هنا لا أقدح بالدين الإسلامي الحنيف ولا أريد النيل منه ولكن من الطارئين عليه وممن يجعلونه مظهراً يلبسونه لا خُلقاً يهتدون به فَيُسيئون له ولمعتنقيه فيخفون تحت ستاره شياطين للنيل من أعراض الناس وإفراغ جيوبهم وكأنهم علموا أن الغريق يتعلق بقشه فإستغلوا بساطة وسذاجة الناس وجهلهم فكان لهم ما أرادوا .
 
كم من نساءٍ أُنتهكت أعراضها من غير أن تدري وكم من أشخاص ماتوا بحجة إخراج الجن والأرواح من أجسادهم تحت تأثير الضرب بالعصي .
 
الطب الشعبي في الدول المتقدمة هو علمٌ يُدَرس من خلال المعاهد والكليات وأصبح إنتشاره واسعاً جداً ولا يمكن تعلمه من خلال الممارسة والتجربة .
 
نحن بفضل الله دولة متقدمة جداً وعلى مستوى العالم في الطب فلماذا مازلنا نرتدي عباءة الجهل ونتردد على مثل هؤلاء المشعوذين والدجالين فنقوم بتشجيعهم على عملهم هذا والإستمرار به .
 
لا بد للدولة والجهات المختصة ملاحقة مثل هؤلاء وتقديمهم للعدالة لإجراء المقتضى القانوني بحقهم فهم وباء يجب مكافحته لما نسمعه كل يوم من تجاوزات أخلاقية وتعريض حياة الناس للخطر ويجب علينا نحن الكف عن مراجعتهم واللجوء للمستشفيات والإقتناع بتشخيصهم للأمراض .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد