القدس أُمنّا الرؤوم

mainThumb

09-12-2016 02:12 PM

هي القدس التي تقف شامخة تلاطم موج بني صهيون، الناظر إليها يرى تاريخاً عظيماً حافلاً بالذكريات التي تبعث المجد إلى النفس كما تبعث الريح أنفاس الخزامى .
هي القدس التي ما زالت تضيع في الزحام، تموت ألف مرة في العام، لكنها كما عهدناها ستفجّر الفولاذ في أوردة الظلام . هي ربيبة المدائن بعد مكة والمدينة، تئن من المستعمر، فما بال أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفي تُصمّ الأذان عنه ؟
وللقدس مكانتها المرموقة بين مدن العالم، فهي مهبط الأنبياء، وملتقى الرسالات، و مسرى رسولنا الكريم عليه السلام إذ قال تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" ، وهي مهوى أفئدة المسلمين إذ تمثل عقيدتنا الإسلامية السمحة .
أما إذا نظرت إلى آثارها العظيمة فحيثما أرسلت طرفك، أو نقّلت خطاك وجدت حجرا يكلمك، أو أثرا يلهمك ، أتدري كم مرة طلعت عليها الشمس؟ وكم نظرت  إليها الناس؟ وكم سالت عليه دماء الشهداء؟ 
أوليست هذه الآثار دليل حضارة أبائنا
 وأجدادنا المسلمين ؟ !
أمة العرب ، إنّ القدس أمنا الرؤوم منها نستمد عزيمتنا أرضعتنا حباً وعشقاً .. 
 
#الله_أكبر صدحت بمآذن القدس والمسجد الاقصى منذ اول يوم بني فيه المسجد الى يومنا هذا ومازال الاحتلال الصهيوني يحاول طمس معالم هذه المدينة المقدسة بكل جهده ! رفع الاذان واحد من اشكال التهويد ولكن هناك مخطط
 #وجه_القدس
الذي سيغير ملامح المدينة الاثرية الى بناء حديث غربي ومخطط 2020 الذي يهدف الى ضرب الاغلبية السكانية الفلسطينية وتحويلها الى يهود .. 
وبحسب ماقال النائب المقدسي والمبعد من القدس الاستاذ احمد عطون في في حوار اجريته معه : 
*الهجمة التي تشنُ على مقدساتنا الاسلامية والمسيحية عنا ببعيد حيث حيث كان آخر هذه الاعتدءات التي لم تتوقف ما بقي الاحتلال هو محاربة وسن قوانين مثل منع رفع الآذان في اعتداء صارخ على الإسلام لأن الآذان شريعة من شعائر الإسلام وهذا يؤكد أن الاحتلال يشن ويمارس حرباً دينية ضدنا في هذه البلاد، ويضرب بعرض الحائط مشاعر كل المسلمين لأن الاعتداء على الآذان هو اعتداء على عقيدة الأمة الإسلامية كما هو تحدي لكل شرائع ومواثيق واتفاقيات دولية وانسانية وكذلك سماوية.
فهذا هو الاحتلال وهذه  ممارساته ولن يتوقف الاحتلال عن هذا السلوك إلا بوقفة جادة من امتنا الاسلامية والعربية للدفاع عن عقيدتها وكرامتها ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ومآذننا في فلسطين، ليبقى صوت الآذان عالياً مدوياً كما كان عبر الأزمنة والمكان وليس عذراً لأحد  لا حكاماً ولا محكومين في تقصيرهم في الانتصار لعقيدتهم ومقدساتهم التي يستغل الاحتلال هذا الواقع والانشغال العربي والإسلامي لفرض اكبر كم من الوقائع والمخططات التي يحاول الاحتلال فرضها على المقدسات وعلى الأرض الفلسطينية .
فالآذان في المساجد كانت وما زالت وستبقى وما هذا الاحتلال إلاّ كاحتلالات سبقت عبر التاريخ على هذه الأرض ثمّ اندثرت وبقيت القدس 
وبقي المسجد الأقصى وبقيت مساجدنا 
ومآذننا تصدع بالآذان .. 
قدسنا العزيز .. لا أقول إلا كما قال الشاعر :
 
وقد يطول السُّرى لكن آخره
فجر يعيد إلى الفصحى معانيها
ويورد الأحرف الظمأى مواردها
 
 فمهما طال الليل فأن خيوط الفجر قادمة لامحالة ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد