الظلم الاجتماعي سبب مباشر للإرهاب والتطرف

mainThumb

10-01-2017 10:33 PM

الظلم الاجتماعي من أعظم الأسباب التي تؤجج العنف وتزيد من التطرف   والإرهاب, لأن الحرمان يشعر الفرد بأنه غريب في مجتمعه ومحروم من حقوقه الأساسية التي تكفل له العيش الكريم وترفع عن كاهله مرارة الجوع وذل السؤال.

كما ويؤدي الظلم الاجتماعي إلى حرمان أبناء المجتمع من نيل حقوقهم في التعليم والصحة والخدمات الأساسية التي يحتاجها الإنسان لتحقيق ذاته, مما يعزز في نفسه حب الإنتقام من المجتمع الذي يعيش, حيث يحرم فيه من أبسط الحقوق الأساسية.
لقد ازداد الظلم الاجتماعي قي المجتمع حتى وصل إلى معظم بيوت الأردنيين, وأصبحت البطالة المعول الذي يهدم أحلامهم وطموحاتهم التي لا تتجاوز الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية للحياة.
 
وأما الفقر فقد داهم  بيوتهم حتى أصبح المواطن عاجزا عن دفع الضرائب وشراء ما يحتاجه أفراد الأسرة من طعام وشراب ودواء, في حين نجد فئة لا علاقة لها بأوجاع المواطنين وأحلامهم إلا التسبب بها  يتمرغون في نعم ومكتسبات الوطن دون غيرهم, وبطرق غير شرعية كالواسطة, والمحسوبية ووراثة المناصب والوظائف ذات الدخل العالي التي توزع على المتنفذين وأصحاب القرار, وبعضها توزع على نواب الشعب ثمنا لسكوتهم على الجرائم التي تقع على الوطن والمواطن  تاركين نار الفقر تلتهم أحلام الصغار والكبار.
 
في  مثل هذه البيئة يتشكل مناخ مناسب لتفريخ الأفكار الفاسدة واستحلال ما هو محرم فينتشر بعدها العنف, والتشدد, والحقد والإرهاب بشتى صوره وأشكاله ,ويقع الإنسان المهمش والمحروم أسيرا لنار الحقد التي تكوي قلبه وتؤجج نفسه بالكراهية.
إن الدافعية في النفس هي المحرك الأساسي للتقدم والإنجاز وتحقيق الذات وفي حالة عدم إشراك أبناء المجتمع بالمكتسبات العامة يتولد في أنفسهم فقدان للشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه, ولا يهمهم بعد ذلك ما الذي يحل بالمجتمع، لأنهم لا يخافون على ذهاب أية مصالح لهم, بل ويتمنون الخراب لمجتمع يرون أنفسهم فيه فئة مهمشة ومحرومة.
 
لذلك نقول: إن بناء الدول لا يقوم على الظلم, وإن تحقيق العدل والمساواة أساس الحكم, وليس من المعقول أن يتربع قسم بسيط على ثروات وشركات ومؤسسات الوطن ينهبون ويسرقون ويترك الوطن وأهله مرتع للفقر والبطالة والعوز وعندها تتشكل الحواضن الأساسية للإرهاب والتطرف .
 
يا من تحبون الأردن أنقذوا الأردن ولا تجعلوا للفاسدين عليه سبيلا, والحل لسد العجز والفساد لا يكون بالاعتداء على جيب المواطن المهترئ والبسيط وسرقة لقمة عيشه لإصلاح ما أفسده الفاسدون بل يكون  بالحاكمية الرشيدة والمحاسبة الدقيقة, وقطع يد كل سارق وعابث, والتوزيع العادل للثروة ومكتسبات الوطن, ومكافحة الفقر والجوع والبطالة, وعندما يرى الناس جهود الإصلاح حقيقية سيأكلون التراب دفاعا عن الأرض والعرض .
 
اللهم احفظ الأردن وأهله  وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد