عودوا إلى بلدانكم أيها الوافدون .. ! - د. إبراهيم بهبهاني

mainThumb

24-04-2017 09:34 AM

 مشكلة الوافدين ليست فقط «ظاهرة كويتية»، بل هي حالة خليجية يتسع مداها يوماً بعد يوم.

 

قرأت قبل فترة تقريراً يحذر وبشدة من «استيطان آسيوي» يجتاح المنطقة، وأورد أرقاماً وإحصاءات عن عدد تلك العمالة مقارنة بعدد المواطنين، خصوصا في دولتي الإمارات وقطر ، بعد أن وصل عددهم في مجلس التعاون إلى حوالي 17 أو 18 مليون آسيوي.
 
أنا لست في وارد المبالغة ولا التخويف، بل الحقائق على الأرض تتحدث عن نفسها، وسأضرب لكم مثالاً حياً وواقعياً لما أقوله، منذ فترة طالعتنا صحيفتنا القبس الغراء بموضوع يفيد بأنه خلال خمس سنوات قادمة تحتاج الكويت إلى استقدام 800 ألف وافد لتشغيل وخدمة المدن الجديدة، في إطار المشاريع الإسكانية المزمع تنفيذها وإنشاؤها.. ماذا يعني ذلك؟.. ركزوا معي على الرقم وسأعيده مرة ثانية.. نحتاج 800 ألف وافد، يعني أقل من إجمالي عدد سكان الكويت جميعاً بقليل! إذا كان هذا الرقم صحيحاً فماذا نحن فاعلون يا ترى؟.. هل نصفق لمن يطلق تصريحات عنترية تخاطب الشارع من أجل كسب عطفه تجاه الوافدين، أم نتعامل بالموضوع بلغة واقعية وحية؟.. لنفترض أننا نرفض استقدام هذا الرقم، ماذا نعمل؟.. من أين نأتي بعمالة تنجز لنا هذه المشاريع؟.. هل هناك من المواطنين الكويتيين من يرضى أو يقبل أن يقوم بعمل البناء والتشييد والحفر وخلافه؟.. هل تصدقون أنه يوجد شباب كويتي يعمل في النجارة والسباكة والكهرباء؟..
 
لماذا لا نذهب إلى أصل المشكلة، ونقول كلاماً مفيداً وصادقاً ونصارح أنفسنا قبل غيرنا، نحن نعيش في ظل دولة ريعية تقدم لمواطنيها معظم ما يحتاجونه من طبابة وتعليم وخدمات وزواج وسكن ووظيفة ومزايا وكوادر مجزية.. إزاء هذا الوضع لن نجد هناك من لديه حافز أو دافع للإنتاج والعمل والتعب والحفر في الصخر، طالما أن كل ما يحتاجه يتوافر لديه، من حكوماتنا التي أدمنت على دلالنا، أليس هذا حقيقة؟.. إذن لماذا المكابرة؟.. ولماذا الشعارات والكلام، وكأننا نضحك على أنفسنا؟!
 
نحن أقلية؟ نعم، نحتاج إلى وافدين؟ نعم، إذن لنذهب إلى أصل المشكلة ونعالج الموضوع من جذوره وبالأصول والتدرج، لنصل إلى اليوم الذي نستغني فيه عن العامل والموظف والمهندس والممرض والمعلم، ساعتئذ سنقول لمن يعيش معنا جزاكم اللَّه خيرا.. كفيتم ووفيتم.. مشكورين واللَّه معاكم.. عودوا إلى بلدانكم، فنحن قادرون أن نخدم أنفسنا ونعمل دون الحاجة إليكم..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد