جريمة في المدرسة - ينال رواشدة

mainThumb

10-05-2017 09:45 AM

تعيش المجتمعات عبر الزمن وتتسابق فيما بينها بمقدار ما أنجزته حضارياً من المكتسبات والنفوذ والسلطة , ولكنَّ أشكال هذه المكتسبات تختلف تبعاً لنوع الزمن , ففي السابق كانت الحضارات تعتمد بشكلٍ أساسيّ على مدخراتها الزراعية وفنونها العسكرية , وامتداداتها الجغرافية علاوةً على أن الصناعة كانت تشكل جزءً عظيماً من مكانة الأوطان ونشاطها.
 
هذه العوامل جميعها باتت اليوم تخضع لنظام عالمي جديد , وميزة فريدة كانت منذ القدم تضفي على حاملها احتراماً ومكانةً , والسبيل الوحيد لأنّ يبلغ الإنسان مرام الرجاحة والحكمة ...ألا وهو العلم فروّاد هذا العالم قد أحرزوا مكاناً عظيماً في مضمار السباق الحضاري.
 
لا شك أن الجميع يعلم الواقع المرير  الذي يمر به الواقع التربوي في الأردن والإحصائيات الأخيرة التي تدل على تراجع المستوى الأردني في كثير من المواد التعليمية  , الأمر الذي دفعني في حقــيـقة الأمر لكتابة هذه المقال للوقوف على بعض النقاط الفارقة والخاطئة في السيناريو التربوي كوني في المدارس الحكومية .
 
لا شك أن الاقتصاد ولغة المال من أعظم الجسائم التي تقف في طريق الحكومة الأردنية , فعند الحديث لأي مســـؤول عن أي مشكلة يترجم المشــكلة للغة الـمـيزانية  ...فمشاكل التعليم في واقع الأمر لا تحتاج لميزانية ولا تفهم لغة المال.
 
يعدُّ الروتين المدرسي القاتل من أكبر المشاكل التي تسبب الفتور التعليمي لدى الطالب والتي تصنع من المدرسة وحشاً جاثمٌ على أنفاسهم فلا أذكر في تاريخ المدرسة أن حدَث تغيير على النمطية المتبعة يومياً بدءاً من الطابور نهاية الدوام .
 
بعض السياسات المدرسية المتبعة والأنظمة , ومنها تجميع أعداد وجموع من الطلبة تصل في بعض المدارس لأربعين أو خمسين أو حتى الستين طالب في قمة النشاط وريعان الشباب داخل غرفة صفية واحدة ومنعهم بالعصا من الخروج  مما يخلق شعور بالعنف والتنمُّر عند الكثير من الطلبة وبالتالي كره المدرسة التي أصبحت مكاناً لحصر المتعة.
 
 الإثقال الدراسي وموت الحصص اللامنهجية وبعض المناهج عديمة الجدوى التي صنعت منّا جيلاً أكاديميا بامتياز لا يدرك العلوم إلا بورقها وحبرها.
 
 هذا غيض من فيض في بعض السياسات التي يجب أن نراجعها قبل أن نشرع في أي نية للتطوير التربوي فلا تطير للتربية في ظل كره المدرسة وقتلها للإبداع , وساكتب في مقالة أخرى حلولاً مقترحة تتناول ما في هذه المقال بإذن الله.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد